للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيرَه عن شيءٍ، [فمُدافِعُه عنه] (١) بشيءٍ دافعٌ، ومتى امتَنَع المدفوعُ من الاندفاعِ، فهو لدافِعه (٢) مُدافِعٌ، ولا شكَّ أن جالوتَ وجنودَه كانوا بقتالِهم (٣) طالوتَ وجنودَه، مُحاولِين مغالبةَ حزبِ اللهِ وجندِه، وكان في مُحاولتِهم ذلك محاولةُ مغالبةِ اللَّهِ ودفاعِه، عما قد تَضمَّن لهم من النُّصْرةِ، وذلك هو معنى مُدافعةِ اللَّهِ عن الذين دافَع اللهُ عنهم بمَن قاتَل جالوتَ وجنودَه من أوليائِه.

فبيِّنٌ (٤) إذن أن سواءً قراءةُ مَن قرَأ: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ﴾. وقراءةُ مَن قرَأ: (ولولا دفاعُ اللهِ الناسَ بعضَهم ببعضٍ). في التأويلِ والمعنى.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢٥٢)﴾.

يعنى تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ﴾: هذه الآياتُ التي اقتَصَّ اللهُ فيها أمْرَ الذين خرَجوا من ديارِهم وهم ألوفٌ حذرَ الموتِ، وأمْرَ الملأ من بنى إسرائيلَ من بعدِ موسى الذين سألوا نبيَّهم أن يبعَثَ لهم طالوتَ مَلِكًا، وما بعدَها من الآياتِ إلى قولِه: ﴿[وَلَكِنَّ اللَّهَ] (٥) ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.

ويعنى بقولِه: ﴿آيَاتُ اللَّهِ﴾: حُجَجُه وأعلامُه وأدِلَّتُه.

يقولُ اللهُ تعالى ذكرُه: فهذه الحُجَجُ التي أخبرْتُك بها يا محمدُ وأعلَمتُك -


(١) في ص، ت ٢، ت ٣، س: "فدافعه عنه ليس".
(٢) في م: "لمدافعه".
(٣) في س: "يقاتلهم".
(٤) في م: "فتبين".
(٥) سقط من: س، وفى ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "والله".