للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأُكْلُ (١): هو الشيء المأكولُ، وهو مثلُ الرُّعْبِ والهُزْءِ (٢)، وما أَشبهَ ذلك من الأسماءِ التي تأتى على "فُعْلٍ". وأما الأَكْلُ بفتحِ الألفِ وتسكينِ الكافِ، فهو فِعْلُ الآكلِ، يقالُ منه: أَكَلْتُ أَكْلًا، وأكَلْتُ أكْلَةً واحدةً. كما قال الشاعرُ (٣):

[وما] (٤) أَكْلَةٌ [إِنْ نِلْتُها] (٥) بِغَنِيمةٍ … ولا جَوْعَةٌ إِنْ جُعْتُها بَغَرَامِ

ففتَح الألفَ لأنها بمعنى الفعلِ، ويَدُلُّك على أن ذلك كذلك قولُه: ولا جَوْعةٌ. وإن ضمَمْتَ الألفَ من الأَكْلِةِ صار (٦) معناه الطعامَ الذي أَكَلْتَه، فيكونُ معنى ذلك حينئذٍ: ما طعامٌ أَكَلْتُه بغنيمةٍ.

وأما قولُه: ﴿فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ﴾ فإن الطَّلَّ هو النَّدَى واللَّيِّنُ من المطرِ.

كما حدَّثنا عبَّاسُ بنُ محمَّد، قال: ثنا حَجّاجٌ، قال: قال ابن جُريجٍ: ﴿فَطَلٌّ﴾: نَدًى. عن عطاءٍ الخُراسانيِّ، عن ابن عبَّاسٍ (٧).

حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: أما الطَّلُّ: فالنَّدَى (٨).


(١) الأُكل، بضم فسكون، وبضمتين، ولم يشر المصنف إلى ضم الكاف في "الأكل". وهي قراءتنا في مصحفنا.
(٢) في ص، م، ت ١: "الهُدْء".
(٣) هو أبو مضرس النهدى، والبيت في حماسة الشجرى ١/ ٩٠، ٩١.
(٤) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢: "ما". وفي مصدر التخريج: "فما".
(٥) في الأصل، م: "أكلتها". وفى ص: "إن أكلتها". وأثبتنا ما في المصدر لاستقامته وزنا ومعنى.
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢: "كان".
(٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٤٠ إلى المصنف.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٢١ عقب الأثر (٢٧٦٦) من طريق عمرو بن حماد به.