للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون: معنى ذلك: ريحٌ فيها بردٌ شديدٌ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، قال: كان الحسنُ يقولُ في قولِه: ﴿إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ﴾: فيها صِرٌّ؛ بَرْدٌ (١).

حدَّثني المُثنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا أبو زُهير، عن جُوَيبرٍ، عن الضحَّاكِ: ﴿إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ﴾: يعنى بالإعصارِ: ريحٌ فيها بَرْدٌ (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه جلّ ثناؤه: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢٦٦)﴾.

يعنى جلَّ ثناؤه بذلك: كما بيَّن لكم ربُّكم أمرَ النفقةِ في سبيلِه، وكيف وجْهُها، وما لكم، وما ليس لكم فعلُه فيها، كذلك يُبَيِّنُ اللهُ لكم الآياتِ سوى ذلك، فيُعرِّفُكم أحكامَها وحلالَها وحرامَها، ويوضِّحُ لكم حُجَجَها؛ إنعامًا منه بذلك عليكم ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾. يقولُ: لتتفكَّروا بعقولِكم، فتتدبَّروها وتعتبِروا بحُججِ اللهِ فيها، وتعمَلوا بما فيها من أحكامِها، فتُطيعوا الله به.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢: "وبرد".
والأثر في تفسير عبد الرزاق ١/ ١٠٨، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٢٤ (٢٧٨٠) عن الحسن بن يحيي به.
(٢) ينظر البحر المحيط ٢/ ٣١٥.