للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: نعم، وليس المقصودُ مِن الرِّبا في هذه الآيةِ [النهيَ عن أكلِه خاصةً، دونَ النهيِ عن العملِ به، وإنما خصَّ اللهُ وصْفَ العاملين به في هذه الآيةِ] (١) بالأكلِ (٢)؛ لأن (٣)؛ لأن الذين نزَلتْ فيهم هذه الآياتُ يومَ نزَلتْ، كانت طُعْمَتُهم ومَأكلُهم مِن الرّبا، فَذَكَرَهم بصِفَتِهم، مُعظِّمًا بذلك عليهم أَمْرَ الرِّبا، ومُقَبِّحًا إليهمِ الحالَ التي هم عليها في مَطاعِمِهم. وفى قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ الآية. ما يُنْبِيءُ (٤) عن صحةِ ما قُلنا في ذلك، وأنّ التحريمَ مِن اللهِ في ذلك كان لكلِّ معانِى الرِّبا، وأن سواءً العملُ به وأكلُه وأخْذُه وإعطاؤُه، كالذى تظاهَرتْ به الأخبارُ عن رسولِ اللهِ ﷺ من قولِه: "لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبا، ومُؤْكِلَه، وكاتِبَه، وَشاهِدَيْهِ إِذا عَلِمُوا (٥) بِهِ" (٦).

القولُ في تأويلِ قولِه جلّ ثناؤُه: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾.

يَعْنى بقولِه (٧): ﴿ذَلِكَ﴾: الذي وصَفَهم اللهُ به مِن قيامِهم يومَ القيامة مِن قبورِهم، كقيامِ الذي يتخبَّلُه (٨) الشيطانُ (٩) مِن الجنونِ، فقال: هذا الذي ذَكَرْنا أنه


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) في م: "الأكل".
(٣) في م: "إلا أن".
(٤) في الأصل، ص، ت ١: "بين".
(٥) في ص: "عملوا".
(٦) أخرجه البخاري (٢٠٨٦) من حديث أبي جحيفة، ومسلم (١٥٩٧)، وأبو داود (٣٣٣٣)، والترمذى (١٢٠٦)، وابن ماجه (٢٧٧٧)، وغيرهم من حديث عبد الله بن مسعود.
(٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بذلك جل ثناؤه".
(٨) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يتخبطه".
(٩) بعده في م: "من المس".