للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَأْوِيلِهِ﴾: أرادُوا (١) أن يَعْلَمُوا تأويلَ القرآنِ، وهو عواقبُه، قال اللهُ: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾. وتأويلُه: عواقبُه؛ [متى يأتى] (٢) الناسخُ منه فَيَنْسَخَ المنسوخَ (٣).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وابتغاء [تأويلِ ما تَشابَهَ] (٤) من آيِ القرآنِ يتأوَّلُونه، إذ كان ذا وجوهٍ وتصاريفَ في التأويلاتِ، على ما في قلوبِهم من الزَّيْغِ، وما رَكِبوه من الضَّلالةِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن محمدِ بن جعفرِ بن الزُّبيرِ: ﴿وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾: وذلك على ما رَكبوا من الضّلالةِ في قولِهم (٥): خلَقْنا وقَضَيْنا (٦).

والقولُ الذي قاله ابن عباسٍ، من أن ابتغاءَ التأويلِ الذي طلَبه القومُ من المتشابِهِ هو معرفةُ انقضاءِ المدةِ، ووقتِ قيامِ الساعةِ، والذي ذكَرْنا عن السديِّ مِن أنَّهم طلَبوا وأرادُوا معرفةَ وقتِ هوَ جاءٍ قبل مجيئِه، أَوْلَى بالصوابِ، وإن كان السديُّ قد أَغفَل


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "وأن أرادوا".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "حتى ينسخ".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٩٧، ٥٩٨ (٣١٩٣، ٣٢٠٠) من طريق عمرو بن حماد به.
(٤) في ت ٢: "تأويله".
(٥) في م: "قوله".
(٦) سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٧، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٩٧ (٣١٩٦) من طريق سلمة، عن ابن إسحاق قوله بمعناه.