للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُدِّثْتُ عن عمّارِ بن الحسنِ، قال: ثنا ابن أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ قولَه: ﴿كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ يقولون: المُحْكَمُ والمتشابِهُ من عندِ اللهِ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾: نُؤْمِنُ بالمُحْكَمِ ونَدِينُ به، ونُؤْمِنُ بالمتشابِهِ ولا نَدِينُ به، وهو من عندِ اللهِ كلُّه (٢).

حدَّثنا يحيى بن أبى طالبٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: أخبَرنا جُويبرٌ، عن الضّحّاكِ في قولِه: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾: يَعْمَلُونَ (٣) به، يقولون: نَعْمَلُ بالمُحْكَمِ ونُؤْمِنُ به، ونُؤْمِنُ بالمتشابِهِ ولا نَعْمَلُ به، وكلٌّ من عندِ ربِّنا (٤).

واختلَف أهلُ العربيةِ في حكمِ "كلّ" إذا أُضْمِرَ فيها؛ فقال بعضُ نحويِّي البصريِّين: إنما (٥) جاز حذفُ المرادِ الذي كان معها، الذي "الكُلُّ" إليه مضافٌ في هذا الموضعِ؛ لأنها اسمٌ، كما قال: ﴿إِنَّا كُلٌّ فِيهَا﴾ [غافر: ٤٨] بمعنى: إِنَّا كلُّنا فيها. قال: ولا يكونُ "كلٌّ" مُضْمَرًا [فيها وهي صفةٌ، لا يقالُ: مَرَرْتُ بالقومِ كلٍّ. وإنما يكونُ فيها مُضْمَرٌ] (٦) إذا جعلْتَها اسمًا، لو كان: إنّا كلًّا فيها، على الصفةِ، لم يَجُز؛ لأنَّ الإضمارَ فيها (٧) ضعيفٌ، لا يَتَمَكَّن في كلِّ مكانٍ.

وكان بعضُ نحويِّي الكوفيِّين يَرَى الإضمارَ فيها وهي صفةٌ أو اسمٌ سواءً؛ لأنه غيرُ جائزٍ أَن يُحْذَفَ ما بعدَها عندَه إلا وهى كافيةُ بنفسها عمّا كانت تُضاف إليه من


(١) في م: "ربنا".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٠١ (٣٢١٧) عن محمد بن سعد به.
(٣) في ت ١، ت ٢، س: "يعلمون".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٠٠ (٣٢١٦) من طريق جويبر به.
(٥) في م: "إذا".
(٦) سقط من: ت ٢.
(٧) في ت ٢: "فيه".