للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن محمدِ بن جعفرِ بن الزُّبيرٍ: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ﴾ الذين لا كتابَ لهم: ﴿أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾. الآية (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: قال ابن عباسٍ: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ﴾. قال: الأُمَّيُّون الذين لا يَكْتُبون (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٢٠)﴾.

يَعنى جلّ ثناؤه بقولِه: ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾: وإن أدبَروا مُعْرِضين عمَّا تَدْعوهم إليه مِن الإسلامِ، وإخلاصِ التوحيدِ للهِ ربِّ العالمين، فإنما أنت رسولٌ مُبَلِّغٌ، وليس عليك غيرُ إبلاغِ الرسالةِ إلى مَن أرسَلتُك إليه مِن خلقِي، وأداءِ ما كلَّفْتُك مِن طاعتى، ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾. يَعنى بذلك: واللهُ ذو علمٍ بمن يَقبَلُ مِن عبادِه ما أرسَلتُك به إليه، فيُطِيعُك (٣) بالإسلامِ، وبمَن يَتولَّى منهم عنه مُعْرِضًا، فيَرُدُّ عليك ما أرسَلتُك به إليه، فيَعْصِيك بإبائِه الإسلامَ.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾.

يَعنى بذلك جلّ ثناؤه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ﴾. أَيْ: يَجْحَدُونَ


(١) سيرة ابن هشام (١/ ٥٧٧، ٥٧٨).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٦٢٠) (٣٣٢٧) من طريق ابن جريج به.
(٣) في ص، س: "فيعطيك".