للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ سِنانٍ، قال: ثنا أبو بكرٍ الحنفيُّ، عن عَبَّادٍ، عن الحسن في قوله: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾: وتَقارَعها القومُ، فقرَع زكريا، فكَفَلَها زكريا (١).

وقال آخرون: بل كان زكريا بعدَ ولادةِ حَنَّةَ ابنتَها مريمَ، كَفَلها بغيرِ اقْتِراعٍ ولا اسْتِهامٍ عليها، ولا مُنازَعةِ أحدٍ إياه فيها، وإنما كَفَلها لأن أُمَّها ماتت بعد موت أبيها وهى طِفْلةٌ، وعند زكريا خالتُها أيشاعُ (٢) ابنةُ فاقوذ. وقد قيل: إن اسم أمِّ يحيى خالة عيسى: أشْيَعُ.

حدَّثنا بذلك القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجُ، عن ابن جُريجٍ، قال: أخبرني وَهْبُ بنُ سليمانَ، عن شُعيبٍ الجَبَئيِّ (٣)، أن اسم أمِّ يحيى: أشْيَعُ (٤).

فضَمَّها إلى خالتها أمِّ يحيى، فكانت إليهم ومعهم، حتى إذا بلَغَتْ أَدْخَلوها الكَنيسة، لنَذْر أمِّها التي نَذَرَتْ فيها.

قالوا: والاقتراعُ فيها بالأقلام إنما كان بعد ذلك بمدةٍ طويلةٍ؛ لشدَّةٍ أصابَتْهم، ضَعُفَ زكريا عن حَمْلِ مُؤنَتِها، فتَدافعوا حَمْلَ مُؤنتِها، لا رغبةً منهم، ولا تَنافُسًا عليها وعلى احتمال مُؤنتِها.

وسنذكُرُ قصَّتَها على قول من قال ذلك إذا بلغنا إليها إن شاء الله تعالى.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٣٨ (٣٤٣٧) من طريق أبي بكر الحنفى به.
(٢) في ص، ت ١: "الاسباع" وفي ت ٢: "الاشياع"، وفي تاريخ الطبرى ١/ ٥٨٥: "الأشباع"، وفي البداية والنهاية ٢/ ٤١٣، ٤١٨: "أشياع". والمثبت موافق لما في تاريخ دمشق ١٨/ ٧٩ مخطوط.
(٣) في ص: "الحباى"، وفى م، ت ٢: "الحياني". وينظر الأنساب ٢/ ١٧، والإكمال ٣/ ٦٥.
(٤) في ص، ت ٢: "أسبع"، وفى العلل: "الأشبع". والأثر أخرجه أحمد في العلل (رواية عبد الله) ١/ ١٠٠ (٤٠٤) عن حجاج به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٢ إلى المصنف وابن أبي حاتم.