للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبدُ الرحمنِ بنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾. قال: هذا مرضٌ في الدِّينِ، وليس مرضًا في الأجسادِ. قال: وهم المنافقون.

حدَّثني المُثَنَّى بنُ إبراهيمَ، قال: حدثنا سُوَيدُ بنُ نصرٍ، قال: أخْبَرنا ابنُ المباركِ قراءةً، عن سعيدٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾. قال: في قلوبهم رِيبةٌ وشكٌّ في أمرِ اللَّهِ جلَّ ثناؤُه (١).

وحُدِّثت عن عمارِ بنِ الحسنِ، قال: حدَّثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ بنِ أنسٍ: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾. قال: هؤلاء أهلُ النِّفاقِ، فالمرَضُ الذي في قلوبِهم الشكُّ في أمرِ اللَّهِ (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخْبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال عبدُ الرحمنِ بنُ زيدٍ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾. حتى بلَغ: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾. قال: المرضُ الشكُّ الذي دخَلهم في الإسلامِ (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾.

قد دلَّلنا آنفًا على أن تأويلَ المرضِ الذي وصَف اللَّهُ جَلَّ ثناؤُه أنه في قلوبِ المنافقين هو الشكُّ في اعتقاداتِ قلوبِهم وأديانِهم، وما هم عليه في أمرِ محمدٍ رسولِ اللَّهِ ، وأمرِ نبوَّتِه وما جاء به، مُقِيمون.

فالمَرَضُ الذي أخْبر اللَّهُ جلَّ ثناؤُه عنهم أنه زادهم على مرضِهم، هو نظيرُ ما


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٠ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٤٣ عقب الأثر (١١٣) من طريق ابن أبي جعفر به.
(٣) بعده في ر: "فذلك هو المرض واللَّه أعلم".