للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَبْخَسُهم من جزاءِ أعمالِهم قليلًا ولا كثيرًا، ولكن يُوفِّيهم ذلك كما وعَدهم.

[وبنحوِ الذي قلنا في معنى النقير قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾. قال: النَّقِيرُ: الذي يَكُونُ في ظهرِ النواةِ (١).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا أبو عامرٍ، قال: ثنا قُرَّةُ، عن عطيةَ، قال: النَّقِيرُ: الذي في وَسَطِ النواة] (٢).

فإن قال لنا قائلٌ: وما وجهُ دُخول "من" في قوله: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ﴾، [ولم يَقُلْ: ومَن يَعْمَلْ الصالحات] (٣)؟ قيل: لدُخولِها وجهان؛ أحدُهما: أن يَكُونَ الله قد عَلِم أَنَّ عبادَه المؤمنين لن يُطِيقوا أن يَعْمَلُوا جميع الأعمال الصالحةِ، فأَوْجَب وَعْدَه لمن عمِل ما أطاق منها، فلم يَحْرِمُه فضلَه، بسبب ما عجَزت عن عملهِ منها قواه (٤).

والآخرُ منهما: أن يَكُونَ اللهُ تعالى ذكرُه أوْجَب وَعْدَه لمن اجْتَنَب الكبائرَ وأدَّى الفرائضَ، وإن قصَّر في بعضِ الواجبِ له عليه، تفضلًا منه على عبادِه المؤمنين، إذ كان التفضلُ به أولى، والصَّفْحُ عن أهلِ الإيمانِ به أُحْرَى. وقد تَقَوَّلَ قومٌ مِن أَهلِ العربية أنها أُدْخِلَت في هذا الموضعِ بمعنى الحذفِ، ويَتَأَوَّله: ومَن يَعْمَل (٥) الصالحاتِ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٣٠ إلى ابن المنذر.
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٣) سقط من: الأصل، ت ٢.
(٤) في ص، س: "قوله".
(٥) بعده في الأصل، ت ١، ت ٢، ت ٣: "من".