للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَبِكَلَامِي﴾ [الأعراف: ١٤٤]. قال: فرضِي نبيُّ اللَّهِ، ثم أُعطِيَ الثانيةَ: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٥٩)[الأعراف: ١٥٩]. قال: فرضِي نبيُّ اللَّهِ كلَّ الرِّضَا.

حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن مَعمرٍ، عن قتادةَ قال: لما أخذَ موسى الألواحَ، قال: يا ربِّ إنى أجدُ في الألواحِ أمةً هم خيرُ الأممِ، يأمرون بالمعروفِ، وينهَون عن المنكرِ، فاجعلْهم أمتى. قال: تلك أمةُ أحمدَ. قال: يا ربِّ إنى أجِدُ في الألواحِ أمةً هم الآخِرون السابقون يومَ القيامة، فاجعلْهم أمتى. قال: تلك أمةُ أحمدَ. ثم ذكَر نحوَ حديثِ بشرِ بن معاذٍ، إلّا أنَّه قال في حديثِه: فألقى موسى الألواحَ، وقال: ربِّ اجعلنى مِن أمةِ محمدٍ (١).

والذي هو أولى بالصوابِ من القولِ في ذلك أن يكونَ سببَ إلقاءِ موسى الألواحَ كان من أجل غضبِه على قومِه لعبادتِهم العجلَ؛ لأن اللَّهَ تعالى ذكرُه بذلك أخبَر في كتابِه، فقال: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ﴾.

وذُكِر (٢) أن اللَّهَ لما كتَب لموسى في الألواحِ التوراةَ، أدناه منه حتى سمع صريفَ القلمِ.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٦٤ (٨٩٦٧) من طريق محمد بن عبد الأعلى به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٣٦، ٢٣٧ من طريق معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٢٢ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبى الشيخ. وقال ابن كثير في تفسيره ٣/ ٤٧٤: وروى ابن جرير عن قتادة في هذا قولا غريبًا، لا يصح إسناده إلى حكاية قتادة، وقد رده ابن عطية وغير واحد من العلماء، وهو جدير بالرد، وكأنه تلقاه قتادة عن بعض أهل الكتاب، وفيهم كذابون ووضاعون وأفاكون وزنادقة.
(٢) في م: "ذلك".