للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفعلَ لهم، لمن قال: (تَشمَت) أو (١) (تَشمِت) (٢).

والقراءةُ التي لا أستجيزُ القراءةَ إلا بها قراءةُ مَن قرَأ: ﴿فَلَا تُشْمِتْ﴾ بضمِ التاءِ الأولى وكسرِ الميمِ - مِن: أشمتُّ به عدوَّه أُشْمِته به - ونَصْبِ "الأعداءِ"؛ لإجماعِ الحُجةِ مِن قرأةِ الأمصارِ عليها، وشذوذِ ما خالفها مِن القراءةِ، وكفى بذلك شاهدًا على فسادِ (٣) ما خالَفها، هذا مع إنكارِ معرفةِ عامةِ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ: شمَّت فلانٌ فلانًا بفلانٍ. وشمَت فلانٌ بفلانٍ يشمِتُ (٤). وإنما المعروفُ من كلامِهم إذا أخبروا عن شماتَةِ الرجلِ بعدوِّه: شمِت بهِ - بكسرِ الميمِ - يشمَتُ به. بفتحِها في الاستقبالِ.

وأما قولُه: ﴿وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾. فإنه قولُ هارونَ لأخيه موسى، يقولُ: لا تجعلنى في مَوْجِدتِك عليَّ وعقوبتِك لى، ولم أُخالِفْ أمرَك، محلَّ مَن عصاك فخالَف أمرَك وعبَد العجلَ بعدَك، فظلَم نفسَه، وعبدَ غيرَ مَن له العبادةُ، ولم أشايعْهم على شيءٍ مِن ذلك.

كما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾. قال: أصحابِ العجلِ (٥).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شِبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن


(١) في الأصل: "و".
(٢) معاني القرآن ١/ ٣٩٤.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٤) بعده في م، ف: "به".
(٥) تفسير مجاهد ص ٣٤٤، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٧٠ (٩٠٠١)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٢٧ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.