للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَعَوْرَاءِ (١) الكلامِ صَمَمْتُ عنها … [ولو أَنِّي] (٢) أَشَاءُ بها سَمِيعُ

وبادِرَةِ وَرِعْتُ (٣) النَّفْسَ عنها … وقد (٤) [تَئقَتْ مِن الغَضَبِ] (٥) الضُّلوعُ

وذلك كثيرٌ في كلامِ العربِ وأشعارِها.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا أبو سعدٍ، قال: سمعتُ مجاهدًا يقولُ في قوله: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا﴾. قال: [لا يفقهون بها] (٦) شيئًا من أمر الآخرة. ﴿وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا﴾ الهُدَى. ﴿وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا﴾ الحقَّ. ثم جَعَلهم كالأنعامِ سواءً، ثم جَعَلهم شرًّا من الأنعام، فقال: ﴿بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾. ثم أخْبَر أنهم هم الغافلون.

القولُ في تأويل قوله: ﴿أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٧٩)﴾.

يعنى جلَّ ثناؤُه بقوله: ﴿أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ﴾: هؤلاء الذين ذَرَأَهم لجهنمَ هم


(١) في ص، ت ١، ت ٢ س، ف: "اللام". وفى: م: "اللئام". وأثبتناه كما في مصادره. والعوراء: الكلمة القبيحة. وقال الليث: العوراء: الكلمة التي تهوى في غير عقل ولا رشد. ينظر اللسان (ع و ر).
(٢) في م: "وإني لو".
(٣) في م، والحماسة - كما عند الشيخ شاكر -: "وزّعت" والورع والوزع واحد، ومعناهما: الكفُّ. التاج (و ر ع، و ز ع).
(٤) في م: "لو".
(٥) في النسخ: "بينت من العصب". وأثبتنا كما في الحماسة، وينظر تعليق الشيخ شاكر، وتثق: إذا امتلأ غضبًا وغيظًا أو حزنًا. التاج (ت أ ق).
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "له قلب لا يفقه به".