للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾. يقولُ: وما مسَّنِىَ الضُّرُّ. ﴿إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾. يقولُ: ما أنا إلا رسولُ اللَّهِ أَرْسَلنى إليكم، أُنذِرُ عقابَه مَن عَصاه منكم وخالَف أمْرَه، وأُبَشِّرُ بثوابِه وكرامتِه، مَنْ آمَنَ به وأطاعَه (١) منكم. وقولُه: ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾. يقولُ: يُصَدِّقون بأنى للَّهِ رسولٌ، ويُقِرُّونَ بحقيقةِ (٢) ما جئتُهم به مِن عندِه.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٨٩)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾. يعنى بالنفسِ الواحدةِ آدمَ.

كما حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى، عن سفيانَ، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾. قال: آدمُ ﵇ (٣).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾: مِن آدمَ (٤).

ويعنى بقولِه: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾: وجعَل من النفْسِ الواحدةِ، وهو آدمُ، زَوْجَهَا حَوَّاءَ.

كما حدَّثني بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾؛ حواءَ، فجُعِلَتْ مِن ضِلَعٍ من أضْلاعِه لِيَسْكُنَ إليها (٤).


(١) في ت ١، س، ف: "طاعه".
(٢) في م: "بحقية".
(٣) تقدم تخريجه في ٦/ ٣٤٠.
(٤) تقدم تخريجه في ٦/ ٣٤٠.