للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناسًا منهم فَضَحَهم (١)، فلَقِيَهم عمرُ وهم يَخرُجون من المسجدِ، فاختبأ منهم؛ حياءً أنه لم يَشْهَدِ الجمعةَ، وظنَّ أن الناسَ قد انصَرَفوا، واختَبَئوا هم من عمرَ، ظنُّوا أنه قد عَلِمَ بأمرِهم، فجاء عمرُ فدخَلَ المسجدَ، فإذا الناسُ لم يُصلُّوا، فقال له رجلٌ من المسلمين: أَبْشِرْ يا عمرُ، فقد فضَحَ اللهُ المنافقين اليومَ. فهذا العذابُ الأوَّلُ، حينَ أخرَجَهم من المسجدِ، والعذابُ الثاني عذابُ القبرِ (٢).

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا سفيانُ، عن السُّدِّيِّ، عن أبي مالكٍ: ﴿سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ﴾. قال: كان رسولُ اللهِ يَخطُبُ، فيذكرُ المنافقين فيُعذِّبُهم بلسانِه. قال: وعذابُ القبرِ (٣).

[وقال آخرون: هي ما يُصِيبُ الإنسانَ من الخوفِ والجوعِ والقتلِ والسِّباءِ وغيرِ ذلك، وعذابُ القبرِ] (٤).

[ذكر من قال ذلك]

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلَى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ﴾. قال: القتلُ والسِّباءُ (٥).


(١) بعده في مصادر التخريج: "ولم يكن عمر شهد تلك الجمعة لحاجة كانت له".
(٢) ذكره الزيلعي في تخريج الكشاف ٢/ ٩٧ عن المصنف، وأخرجه الطبراني في الأوسط (٧٩٢)، وابن مردويه - كما في تخريج أحاديث الكشاف ٢/ ٩٧ - من طريق الحسين به. وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٣٤: وفيه الحسين بن عمرو بن محمد العنقزى وهو ضعيف. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٧٠ من طريق عمرو العنقزى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٧١ إلى أبى الشيخ.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٧٢ إلى أبى الشيخ.
(٤) ليست في النسخ. وهى زيادة يقتضيها السياق.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٧١ من طريق محمد بن عبد الأعلى به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٨٦ عن معمر به.