للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: ثنا أبو معاويةَ، عن بُرَيْدِ (١) بنِ أبي بُرْدةَ، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قال رسولُ اللهِ : "إن اللهَ يُمْلى -وربما (٢) قال: يُمْهِلُ- للظالمِ (٣)، حتى إذا أخَذه لم يُفْلِتْه" (٤)، ثم قرَأ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ﴾ (٥).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: إن اللهَ حذَّر هذه الأمةَ سَطْوتَه بقولِه: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ (٦).

وكان عاصمٌ الجَحْدريُّ يَقْرَأُ ذلك: (وكذلك أَخَذَ رَبُّكَ إِذْ (٧) أَخَذ القُرَى) (٨). وذلك قراءةٌ لا أَسْتَجِيزُ القراءةَ بها؛ لخلافِها مَصاحفَ المسلمين وما عليه قرأةُ الأمصارِ.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (١٠٣)﴾.


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "يزيد". وينظر الفتح ٨/ ٣٥٥ وتهذيب الكمال ٤/ ٥٠.
(٢) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "أمهل".
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "الظالم".
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "يفلت".
(٥) أخرجه الترمذى (٣١١٠)، والبزار (٣١٨٣)، وأبو يعلى (٧٣٢٢)، والروياني في مسنده (٤٧٠) عن أبى كريب به، وأخرجه البخارى (٤٦٨٦)، ومسلم (٢٥٨٣)، وابن أبي الدنيا في العقوبات (٢٤٨)، والنسائي في الكبرى (١١٢٤٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٨٣، والبغوي في تفسيره ٤/ ١٩٩، من طرق عن أبي معاوية به.
(٦) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ٣٤٩ إلى المصنف.
(٧) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "إذا".
(٨) ينظر البحر المحيط ٥/ ٢٦١، وعنه أيضا: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذ أَخَذَ الْقُرَى﴾. ينظر تفسير القرطبي ٩/ ٩٥.