للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنها لأسماؤها (١).

وقولُه: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾. يقولُ: والشمسَ والقمرَ رأيتُهم فى منامى سجودًا.

وقال: ﴿سَاجِدِينَ﴾ والكواكبُ والشمسُ والقمرُ، إنما يُخْبَرُ عنها بـ "فاعلةٍ" و "فاعلاتٍ" لا بالواوِ والنونِ؛ إنما هي (٢) علامةُ جمعِ أسماءِ ذكورِ بنى آدمَ، أو الجنِّ أو الملائكةِ. وإنما قيل ذلك كذلك؛ لأن السجودَ مِن أفعالِ مَن يُجمعُ أسماءُ ذكورِهم بالياءِ والنونِ، أو الواوِ والنونِ، فأخرَج جمعَ أسمائِها مخرجَ جمعِ أسماءِ مَن يفعلُ ذلك، كما قيل: ﴿يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ﴾ [النمل: ١٨].

وقال: ﴿رَأَيْتُهُمْ﴾. وقد قيل: ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾. فكَرَّر الفعلَ، وذلك على لغةِ مَن قال: كَلَّمتُ أخاك كَلَّمتُه. توكيدًا للفعلِ بالتكريرِ.

وقد قيل: إن الكواكبَ الأحدَ عشَرَ كانت إخوتَه، والشمسَ والقمرَ أبويه.


(١) أخرجه البزار (٢٢٢٠ - كشف) من طريق على بن سعيد به، وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (١١١١ - تفسير) - ومن طريقه العقيلى ١/ ٢٥٩، والبيهقى فى الدلائل ٦/ ٢٧٧، وابن الجوزي في الموضوعات ١/ ١٤٥، ١٤٦، وأبو يعلى (كما في المطالب ٨/ ٥٩٨)، وابن حبان في المجروحين ١/ ٢٥٠، ٢٥١ - وابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٠١ (١١٣٣٢) من طريق الحكم بن ظهير به. والحكم متروك، وقد تفرد بهذا الحديث، وأما رواية الحاكم لهذا الحديث ٤/ ٣٩٦ من طريق عمرو بن حماد عن أسباط عن السدى، فينظر تعليق العلامة المعلمى على الفوائد المجموعة ص ٤٦٤.
وقد أخرجه السهمى فى تاريخ جرجان ص ٢٠٢، ٢٥٧ من طريق إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن السدى به. وليس بشيء أيضا، فإبراهيم كذاب.
(٢) أى الواو والنون.