للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جعَلَها "فِلْتُ" (١) مِن "تهَيَّأَت"، فهذا الخَنْدقُ (٢)، فاسْتَعْرِضِ العربَ حتى تنتهىَ إلى اليمنِ، هل تَعْرِفُ أحدًا يقولُ: هِئْتُ لك (٣)؟

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا القاسمُ، قال: لم يكنِ الكسائيُّ يَحْكِي: (هِئْتُ لك) عن العربِ.

وقرَأ ذلك عامةُ قرَأةِ أهلِ المدينةِ: (هِيتَ لك). بكسرِ الهاءِ وتسكينِ الياءِ وفتحِ التاءِ (٤).

وقرَأه بعضُ المكِّيين: (هَيْتُ لك). بفتحِ الهاءِ وتسكينِ الياءِ وضمِّ التاءِ (٥).

وقرَأه بعضُ البصريِّين، وهو عبدُ اللهِ بنُ أبي (٦) إسحاقَ: (هَيْتِ لكَ). بفتحِ الهاءِ وكسرِ التاءِ (٧).

وقد أنْشَد بعضُ الرُّواةِ بيتًا لطَرَفةَ بن العَبدِ في "هَيْتُ" بفتحِ الهاءِ وضمِّ التاءِ، وذلك (٨):

ليس قومى بالأبْعَدِين إذا ما … قال داعٍ مِن العَشِيرةِ هَيْتُ

وأولى القِراءاتِ (٩) في ذلك قراءةُ مَن قرَأه: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ (١٠) بفتحِ الهاءِ


(١) في النسخ: "فعلت"، وفى مجاز القرآن: "قلت". والمثبت هو الصواب.
(٢) الخندق: هو خندق سابور، في برية الكوفة، حفره سابور بينه وبين العرب خوفا من شرهم. معجم البلدان ٢/ ٤٧٦. وينظر كلام أبي عبيد عليه في مجاز القرآن.
(٣) مجاز القرآن ١/ ٣٠٥، ٣٠٦.
(٤) قرأ بها نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان. السبعة ص ٣٤٧.
(٥) قرأ بها ابن كثير. ينظر المصدر السابق.
(٦) سقط من: النسخ، وينظر تهذيب الكمال ١٤/ ٣٠٥.
(٧) مختصر الشواذ لابن خالويه ص ٦٧.
(٨) ديوان طرفة ص ١٤٣.
(٩) في م: "القراءة".
(١٠) القراءات المذكورة كلها صواب عدا قراء عبد الله بن أبي إسحاق فهي شاذة.