للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾. اخْتَلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِه؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: إنى حفيظٌ لما اسْتَوْدَعْتَنى، عليمٌ بما ولَّيْتَنى.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾: إنى حافظٌ لما اسْتَوْدَعْتَنى، عالمٌ بما ولَّيْتَنى. قال: قد فعَلْتُ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾. يقولُ: حفيظٌ لما وُلِّيتُ، عليمٌ (٢) بأمرِه (٣).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا إبراهيمُ بنُ المختارِ، عن شَيْبةَ الضَّبِّيِّ في قولِه: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾. يقولُ: إنى حفيظٌ لما اسْتَوْدَعْتَنى، عليمٌ (٢) بِسِنِيِّ المَجاعةِ (٤).

وقال آخرون: إنى حافظٌ للحسابِ، عليمٌ (٢) بالألسنِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا عمرٌو، عن الأشْجَعيِّ: ﴿إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾: حافظٌ للحسابِ، عليمٌ بالألسنِ (٥).

وأولى القولين عندَنا بالصوابِ قولُ مَن قال: معنى ذلك: إنى حافظٌ لما


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٦٠، ٢١٦١ (١١٧١٤، ١١٧٢٠) من طريق سلمة به.
(٢) في ت ٢: "عليهم".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٦٠ (١١٧١٣، ١١٧١٦) من طريق سعيد بن بشير عن قتادة.
(٤) في ت ١، ف: "الجماعة".
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٤ إلى المصنف وأبى الشيخ. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٦٠ (١١٧١٥، ١١٧١٨) من طريق عمرو.