للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: الحزْنُ عليك. قال: أيُّها المَلَكُ الطيبُ ريحُه، الطاهرُ ثيابُه، الكريمُ على ربِّه، فما أُعْطِي على ذلك؟ قال: أجرَ سبعين شهيدًا (١).

حدَّثني يونسُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: أخْبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال أبو (٢) شُريحٍ: سَمِعتُ مَن يُحدِّثُ أن يوسفَ سأل جبريلَ: ما بلَغ مِن حزنِ يعقوبَ؟ قال: حزُنَ سبعين ثَكْلَى. قال: فما بلَغ أجرُه؟ قال: أجرَ سبعين شهيدًا.

قال: أَخْبَرنا ابن وهبٍ، قال: أخْبَرني نافعُ بنُ يَزِيدَ، عن [عُبيدِ اللَّهِ] (٣) بن أبي جعفرٍ، قال: دخَل جبريلُ على يوسفَ في البئرِ، أو في السجنِ، فقال له يوسفُ: يا جبريلُ، ما بلَغ حُزْنُ أبي؟ قال: حُزْنَ سبعين ثَكْلَى. قال: فما بلَغ أجرُه من اللَّهِ؟ قال: أجرَ مائةِ شهيدٍ (٤).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا إسماعيلُ بنُ عبدِ الكريمِ، قال: ثني عبدُ الصمدِ بنُ مَعْقِلٍ، قال: سمِعتُ وهَبَ بنَ مُنَبِّهٍ يقولُ: أَتَى جبريلُ يوسفَ بالبُشْرَى وهو في السجنِ، فقال: هل تَعْرِفُنى أيُّها الصِّدِّيقُ؟ قال: أرَى صورةً طاهرةً، ورُوحًا طيبةً، لا تُشْبِهُ أرواحَ الخاطِئينَ. قال: فإني رسولُ ربِّ العالَمينَ، وأنا الرُّوحُ الأمينُ. قال: فما الذي أدْخَلك عليَّ مُدْخَلَ المُذْنِيين، وأنت أطيبُ الطَّيِّبينَ، ورأسُ المُقرَّبينَ، وأمينُ ربِّ العالَمين؟ قال: ألم تَعْلَمُ يا يوسفُ أنّ اللَّهَ


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٨٦ (١١٨٨٦) من طريق محمد بن إسحاق به.
(٢) في ت ٢: "ابن". وكلاهما صواب؛ فهو عبد الرحمن بن شريح، أبو شريح الإسكندراني: ينظر تهذيب الكمال ١٧/ ١٦٧.
(٣) في ت ٢، والدر المنثور: "عبد الله". والظاهر أنه عبيد الله بن أبى جعفر المصري أبو بكر الفقيه، ترجمته في تهذيب الكمال ١٩/ ١٨.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٠ إلى المصنف.