للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرَّواسي جمعُ راسيةٍ، وهى الثابتةُ، يقالُ منه: أرسيتُ الوَتِدَ في الأرضِ. إذا أثبَتَّه، كما قال الشاعرُ (١):

بهِ (٢) خاِلداتٌ (٣) ما يَرِمْنَ (٤) وهايدٌ (٥) … وأَشْعَثُ (٦) أَرْسَتْه الوَلِيدَةُ بالفِهْرِ (٧)

يعني: أَثْبَتَتْه.

وقولُه: ﴿وَأَنْهَارًا﴾. يقولُ: وجَعَل في الأرضِ أنهارًا مِن ماءٍ.

وقولُه: ﴿وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾. فـ ﴿وَمِنْ﴾ الله في قولِه: ﴿وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾. مِن صلةِ ﴿جَعَلَ﴾ الثاني، لا الأولِ.

ومعنى الكلامِ: وجَعَل فيها زوجَين اثنين من كلِّ الثمراتِ.

وعنى بـ ﴿زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾: مِن كلِّ ذَكَر اثنان، ومن كلِّ أنثى اثنان، فذلك أربعةٌ؛ من الذكورِ اثنان، ومِن الإناثِ اثنتان (٨)، في قولِ بعضِهم.

وقد بَيَّنَّا فيما مَضَى أن العرب تُسَمِّي الاثنين زوجَين، والواحدَ مِن الذكورِ زوجًا لأُنثاه، وكذلك الأُنثى الواحدةَ زَوْجًا، وزوجةً لذَكَرِها، بما أغنَى عن إعادتِه


(١) هو الأحوص الأنصارى، والبيت في شعر الأحوص ص ٣٧٢.
(٢) في شعر الأحوص: "سوى".
(٣) الخالدات والخوالد: الأثافى في مواضعها. اللسان (خ ل د).
(٤) ما يرمن: ما يبرحن. اللسان (ر ي م).
(٥) الهامد: الرماد البالى المتلبد بعضه على بعض. اللسان (هـ م د).
(٦) الأشعث: الوتد، سمي به لشعث رأسه. اللسان (ش ع ث).
(٧) الفهر: الحجر قدر ما يدق به الجوز ونحوه. اللسان (ف هـ ر).
(٨) في م: "اثنان".