للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في خُطبتِه: "لا إيمانَ لمن لا أمانةَ (١) له، ولا دِينَ لمن لا عهدَ له" (٢).

وقولُه: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: والذين يَصِلُون الرَّحِمَ التي أمَرهم اللَّهُ بوصلِها، فلا يَقْطَعُونها. ﴿وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾. يقولُ: ويخافون اللَّهَ في قطعِها أن يَقْطَعوها، فيعاقِبَهم على قطعِها، وعلى خلافِهم أمرَه فيها.

وقولُه: ﴿وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾. يقولُ: ويحذَرون مناقشةَ اللَّهِ إياهم في الحسابِ، ثم لا يَصْفَحُ لهم عن ذنبٍ، فهم لرهبتِهم ذلك جادُّون في طاعتِه، محافظون على حدودِه.

كما حدَّثنا الحسنُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا عفَّانُ، قال: ثنا جعفرُ بنُ سليمانَ، عن عمرِو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاءِ (٣) في قولِه: ﴿وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾. قال: المناقشةُ (٤) بالأعمالِ (٥).

قال: ثنا عفانُ، قال: ثنا حمادٌ، عن فَرْقَدٍ، عن إبراهيمَ، قال: ﴿سُوءَ الْحِسَابِ﴾ أن يُحاسَبَ مَن لا يُغفَرُ له.


(١) في ت ١، ت ٢، س، ف: "أمان".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٥٦ إلى المصنف وابن أبي حاتم وأبى الشيخ، والحديث المرفوع أخرجه أحمد. ١٩/ ٣٧٥، ٢٠/ ٣٢، ٣٣، ٤٢٣ (١٢٣٨٣، ١٢٥٦٧، ١٣١٩٩) وغيره من طرق عن قتادة عن أنس.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "الحفنا" وهو أوس بن عبد الله الرَّبَعى. وينظر ترجمته في تهذيب الكمال ٣/ ٣٩٢.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "المقايسة".
(٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٣٥، وابن أبي شيبة ١٤/ ٤٤ من طريق جعفر بن سليمان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٥٦ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبى الشيخ.