للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعان، قال نبيُّ اللهِ ابن مريمَ : ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (١) [المائدة: ١١٨].

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أصبغُ بنُ الفرجِ، قال: أخبَرني ابن وهبٍ، قال: ثنا عمرُو بنُ الحارثِ، أن بكرَ بنَ سَوَادةَ حدَّثه، عن عبدِ الرحمنِ بن جبيرٍ، عن عبدِ اللهِ بن عمرٍو بن العاصِ، أن رسولَ اللهِ تلا قولَ إبراهيمَ: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، وقالَ (٢) عيسى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: ١١٨]. فرفَع يديه، ثم قال قال: "اللهم أمَّتى، اللهم أمَّتى". وبكَى، فقال اللهُ : يا جبريلُ، اذْهَبْ إلى محمدٍ - وربُّك أعلمُ - فاسْأَله ما يُبْكِيه (٣)؟ فأتاه جبريلُ فسأله، فأخْبرَه رسولُ اللهِ ما (٤) قال. قال: فقال اللهُ: يا جبريلُ، اذْهَبْ إلى محمدِ فقلْ له: إنا سنُرْضِيك في أمتِك ولا نَسُوءُك (٥).

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (٣٧)﴾.

وقال إبراهيمٌ خليلُ الرحمنِ هذا القولَ، حينَ أسْكن إسماعيلَ وأُمَّه هاجَرَ -


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٨٦ إلى عبد بن حميد والمصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) قال النووى: هكذا هو في الأصول: "وقال عيسى"، قال القاضي عياض: قال بعضهم: قوله: "قال" هو اسم للقول لا فعل، يقال: قال قولًا وقالًا وقيلًا، كأنه قال: وتلا قول عيسى. صحيح مسلم بشرح النووى ٣/ ٧٨.
(٣) في ت ١، وصحيح مسلم: "يبكيك".
(٤) في صحيح مسلم: "بما".
(٥) صحيح مسلم (٣٤٦/ ٢٠٢) من طريق ابن وهب به.