للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ تعالَى ذكرُه: و (١) قد مكَر هؤلاء الذين ظلموا أنفسَهم - فسكَنتم من بعدِهم في مساكنِهم - مكرَهم.

وكان مكرُهم الذي مكَروا ما حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثنا أبو إسحاقَ، عن عبدِ الرحمنِ بن أُذُنانٍ (٢)، قال: سمِعت عليًّا يقرأُ: (وَإنْ كاد (٣) مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنْهُ الجبِالُ). قال: كان ملكٌ فَرِهٌ (٤) أخذ فروخَ النسورِ، فعلَفها اللحمَ حتى شبَّت واستعلَجت (٥) واستغلَظت، فقعَد هو وصاحبُه في التابوتِ، وربَطوا التابوتَ بأرجلِ النسورِ، وعلَّقوا اللحمَ فوقَ التابوتِ، فكانت كلما نظَرت إلى اللحمِ، صعِدت وصَعِدت، فقال لصاحبِه: ما ترَى؟ قال: أرَى الجبالَ مثلَ الدخانِ. قال: ما ترَى؟ قال: ما أرَى شيئًا. قال: ويحك صَوِّبْ (٦) صوِّبْ. قال: فذلك قولُه: (وَإِنْ كادَ (٣) مَكْرُهُمْ لَتَزُولُ مِنْهُ الجِبالُ) (٧).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ الرحمنِ بن أُذنانٍ (٨)، عن عليّ بن أبي طالبٍ، مثلَ حديثِ يحيى


(١) زيادة من: ص، ف.
(٢) في ص، م، ف: "أبان" وهو على الصواب في تفسير ابن كثير ٤/ ٤٣٥، وينظر التاريخ الكبير ٥/ ٢٥٥، والجرح والتعديل ٥/ ٢١٠، والثقات ٥/ ٨٧.
(٣) في النسخ: "كان"، والمثبت من البحر المحيط. وكان يقرأ بإبدال النون دالا أيضًا عمر وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو إسحاق السبيعى وزيد بن علي. ينظر البحر المحيط ٥/ ٤٣٧، ومختصر الشواذ ص ٧٤.
(٤) فره: أشر بطر. القاموس المحيط (ف ر هـ).
(٥) في ص، ف: "استعجلت". واستعلج جلده: غلظ. ينظر القاموس المحيط (ع ل ج).
(٦) صوب: أي اخفض. اللسان (ص و ب).
(٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٨٩ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنبارى.
(٨) في ص، ف: "وائل"، وفى م، ت ١، ت ٢، س: "واصل".