للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨ - من أحقُّ بالإمامةِ:

عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "يؤمُّ القومَ أقرؤُهُم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسُّنَّة، فإن كانوا في السنة سواءً فأقدمهم هجرةً، فإن كانوا في الهجرة سَواءً، فأقدمُهُم سلمًا، وَلا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سلطانهِ، ولا يَقْعُد في بيتهِ على تكرمته إلَّا بإذنه" قالَ الأشجُّ في روايته مكان (سِلْمًا): (سِنًّا)، وهو حديث صحيح (١).

١٩ - إمامةُ الصبيِّ:

عن عمرو بن سلمة قال: لَمَّا كانَتْ وَقْعَةُ الفَتْح، بادَرَ كُل قومٍ بإسلامِهم، وبدر أبي قومي بإسلامِهِم، فَلَمَّا قَدِمَ قال: جِئتكُم من عندِ النبي - صلى الله عليه وسلم - حقًّا، فقالَ: "صَلُّوا صَلاةَ كذا في حين كذا، وصلاةَ كذا في حين كذا" فإذا حضرت الصلاةُ فليؤذن أحدُكُم، وليؤمَّكُم أكْثركم قرآنًا".

فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا منِّي؛ لما كنتُ أتلقَّى من الرُّكبان، فقدَّموني بينَ أيديهم، وأنا ابنُ سِتِّ سنينَ، أو سبع سنينَ، وكانت عليَّ بُرْدَةٌ كنتُ إذا سجدت تقلصت عني؛ فقالت امرأةٌ من الحي: ألا تغطُّون عَنَّا اسْتَ قارِئكُمْ، فاشتروا، فقطعوا لي قميصًا، فما فَرِحْتُ بشيءٍ فرحي بذلك القميص"، وهو حديث صحيح (٢).

٢٠ - إمامةُ الأعمى والعبد والمولى:

عن أنسٍ - رضي الله عنه -: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلفَ ابنَ أم مكتومٍ على المدينة مرتين يُصَلِّي بهم وهو أعمى"، إسناده حسن (٣).

وعن ابن عمر لما قَدِمَ المهاجرون الأولونَ نزَلُوا العصبَة - موضعًا بقُبَاءَ - قبل مقدمِ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يؤمُّهم سالمُ مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا، وَكان فيهم عمرُ بن الخطاب، وأبو سلمة بن عبدِ الأسدِ، وهو حديث صحيح (٤).


(١) أخرجه أحمد (٤/ ١١٨)، ومسلم رقم (٦٧٣).
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٧١)، والبخاري رقم (٤٣٠٢)، وأبو داود رقم (٥٨٥)، والنسائي (٢/ ٨٠ - ٨١).
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ١٩٢)، وأبو داود رقم (٥٩٥).
(٤) أخرجه البخاري رقم (٦٩٢)، وأبو داود رقم (٥٨٥).

<<  <   >  >>