للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يلبثْ أنْ خرجَ، فقلتُ - أو قيل له - فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كنتُ خَلَّفْتُ في البيت تبْرًا (١) من الصدقة فكرهتُ أن أُبيتهُ، فقسمته"، وهو حديث صحيح (٢).

٣ - الصدقة والزكاةُ بمعنىَ واحدٍ، تفترقان في الاسم وتتحدان في المعنى:

لقد تكررت كلمة "الزكاة" في ثلاثين مرة في القرآن العظيم، وجاءت في سبعة وعشرين موضعًا مقترنةً بالصلاة (٣).

وفي مواضع ثلاثة لم تقترن بالصلاة: وهي قوله تعالى في سورة الأعراف الآية (١٥٦ {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}، وفي قوله تعالى في سورة الروم الآية (٣٩) {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} وفي قوله تعالى في سورة فصلت الآية (٧): {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}.

ويلاحظ أنها لم تأت في تلك المواضع الثلاثين جميعها إلا بمعنى الزكاة المفروضة ذات النُّصُب والمقادِير.

أما كلمة "الصدقة" و"الصدقات" فقد تكررت ثلاث عشرة مرة في القرآن العظيم، خمسة مواضع لكلمة "صدقة" وسبعة مواضع لكلمة "الصدقات" وموضع واحد بلفظ "صدقاتكم".

فجاءت الصدقة بمعنى إطعام المساكين في كفارة حلق الرأس في الإحرام، قال تعالى في سورة البقرة الآية (١٩٦): {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}.

وجاءت بمعنى الزكاة المفروضة في قوله تعالى في سورة التوبة الآية (١٠٣): {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

وفي قوله تعالى في سورة التوبة الآية (٦٠): {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

وجاءت بمعنى صدقة الفرض والتطوع في سائر المواضع الأخرى (٤).


(١) تِبْرًا: بكسر المثناة وسكون الموحَّدة: الذهب الذي لم يُصفّ ولم يُضْرَب.
(٢) أخرجه البخاري رقم (١٤٣٠).
(٣) انظر: "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم"، ص (٣٣١ - ٣٣٢).
(٤) انظر: المصدر السابق ص (٤٠٦).

<<  <   >  >>