للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال محمد شمس الدين الحق العظيم آبادي (١): تعقيبًا على كلام ابن حجر هذا: "ليس عندي في هذا الاستدلال خفاءٌ بل هو واضح … " اهـ.

وقال المباركفوري (٢) أيضًا: "واستدلال أبي داود بهذا الحديث على أن الأرض تطهرُ بالجفاف صحيح، ليس فيه عندي خدشة … " اهـ.

٣ - تطهير الثوب إذا أصابه دمُ الحيض:

لحديث أسماءَ بنت أبي بكر - رضي الله عنها - الصحيح (٣) -: عن أسماءَ بنت أبي بكر قالتْ: سألت امرأةٌ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: أرأيتَ إحدانا إذا أصابَ ثوبَها الدمُ من الحيضةِ، كيف تصنعُ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا أصابَ ثوبَ إحداكُنَّ الدمُ من الحيضَةِ فلتقرِصْهُ، ثم لتَنْضَحْهُ بماء، ثم لتصلِّ فيه".

ويعفى عن أثر الحيض في الثوب بعد غسْله وحَتِّه؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قالت خولةُ: يا رسول الله، فإن لم يذهب الدَّمُ؟ قال: "يكفيك الماءُ، ولا يضرُّكِ أَثَرُهُ"، وهو حديث صحيح (٤).

٤ - تطهيرُ ذيل ثوب المرأةِ:

لحديث حُميدةَ أنها سالتَ أمَّ سلمةَ زوجَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني امرأةٌ أُطِيلُ ذيلي، وأمشي في المكان القَذِر؟ فقالت أم سلمة: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُطَهِّرُهُ ما بعدَهُ"، وهو حديث حسنٌ بشواهده (٥).

[٥ - تطهير الثوب من المذي بالنضح]

لحديث سهل بن حنيف، قال: كنتُ ألقى من المذي شِدَّةً، وكنتُ أُكْثِرُ من الاغتسالِ،


(١) "عونُ المعبودِ شرحُ سننِ أبي داودَ" (١/ ٤٣).
(٢) "تحفة الأحوذي" (١/ ٤٦٢).
(٣) تقدمَّ تخريجُهُ في "النجاسات" رقم (٦).
(٤) أخرجه أبو داود (١/ ٢٥٦ رقم ٣٦٥)، وأحمد (٢/ ٣٦٤، ٣٨٠)، والبيهقي (٢/ ٤٠٨) بإسناد صحيح عنه، وهو وإن كان فيه ابنُ لهيعة، فإنه قد رواه عنه جماعة منهم: "عبد الله بن وهب" وحديثه عنه صحيح، كما قال غيرُ واحدٍ من الحفَّاظ.
(٥) أخرجه أبو داود (١/ ٢٦٦ رقم ٣٨٣)، والترمذي (١/ ٢٦٦ رقم ١٤٣)، وابن ماجه (١/ ١٧٧ رقم ٥٣١)، وأحمد (٦/ ٢٩٠)، ومالك (١/ ٢٤ رقم ١٦)، والدارمي (١/ ١٨٩).

<<  <   >  >>