للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١ - يخير المدعى عليهم بين أن يحلفوا خمسين يمينًا أو يسلموا الدية، وإن التبس الأمر كانت من بيت المال:

عن بشير بن يسار: "زعم أن رجلًا من الأنصار يُقال له: سهلُ بن أبي حَثمة أخبرةُ أن نفرًا من قومه انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها ووجدوا أحدهم قتيلًا، وقالوا للذي وجد فيهم: قد قتلتم صاحبنا، قالوا: ما قتلنا ولا علمنا قاتلًا، فانطلقوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلًا، فقال: "الكُبْرَ الكُبْرَ". فقال لهم: "تأتون بالبينة على من قتله؟ " قالوا: ما لنا بينة، قال: "فيحلفون قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُطَلَّ دمه"، فوداه مائة من إبل الصدقة (١).

[١٢ - القسامة في الجاهلية]

عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرَّ القَسَامَةَ على ما كانت عليه في الجاهلية (٢).

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "إن أول قسامةٍ كانت في الجاهلية لفينا بني هاشم: كان رجل من بني هاشم استأجره رجل من قريشٍ من فخذ أخرى، فانطلق معه في إبله، فمر به رجلٌ من بني هاشم قد إنقطعت عُروةُ جوالقه، فقال: أغثني بعقال أشدُّ به عُروةَ جُوالِقي لا تنفر الإبل، فأعطاه عقالًا فشد به عروة جوالقه، فلما نزلوا عقلت الإبل إلا بعيرًا واحدًا، فقال الذي استأجره: ما شأن هذا البعير لم يعقل من بين الإبل؟ قال: ليس له عقال، قال: فأين عقاله؟ قال: فخذفه بعصًا كان فيها أجله، فمرَّ به رجل من أهل اليمن، فقال: أتشهد الموسم؟ قال: ما أشهدُ وربما شهدته، قال: هل أنت مبلغ عني رسالةً مرة من الدهر؟ قال: نعم، قال فكتب: إذا أنت شهدت الموسم فنادِ يا آل قريش، فإذا أجابوك فناد يا أل بني هاشم، فإن أجابوك فاسأل عن أبي طالب فأخبره أن فلانًا قتلني في عقال، ومات المستأجر، فلما قدم الذي استأجره أتاه أبو طالب فقال: ما فعل صاحبنا؟ قال: مرض فأحسنت القيام عليه، فوليتُ دفنه، قال: قد كان أهل ذاك منك، فمكث حينًا، ثم إن الرجل الذي أوصى إليه أن يبلغ عنه وافى الموسم فقال: يا آل قريش


(١) أخرجه البخاري (١٢/ ٢٢٩ رقم ٦٨٩٨)، ومسلم (٣/ ١٢٩١ رقم ١/ ١٦٦٩)، وغيرهما.
(٢) أخرجه مسلم (٣/ ١٢٩٥ رقم ١٦٧٠).

<<  <   >  >>