للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوجبها الله تعالى على عباده المسلمين، من غير تقييد بزمن أو مكان أو شخص أو عدل أو جور، فتخصيص وجوب الجهاد بكون السلطان عادلًا ليس عليه أثارة من علم.

[٧ - في جهاد التطوع لابد من إذن الوالدين]

عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في الجهاد فقال: "أَحَيٌّ والداك؟ " قال: نعم، قال: "فَفِيهما فجَاهدْ" (١).

٨ - الجهاد بإخلاص يكفر الخطايَا إلَّا حقوقَ الآدميين:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُغْفرُ للشهيد كُلُّ ذنبٍ إلا الدَّين"، وهو حديث صحيح (٢).

من غير فرق بين دم أو عرض أو مال؛ إذ لا فرق بينهم.

[٩ - لا يستعان بالمشركين في الجهاد إلا لضرورة]

عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قِبَل بدر، فلما كان بِحرَّةِ الوَبَرَةِ أدركهُ رجل، قد كان يُذكَرُ مِنْهُ جرأة ونجدة، ففرح أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأوهُ، فلما أدركَهُ قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: جئت لأتبعكَ وأصيبَ معكَ، قال لَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تُؤْمنُ بالله ورسوله؟ " قال: لا، قال: "فارْجِعْ؟ فلن أستعين بمشرك"، قالت: ثم مضى حتى إذَا كُنَا بالشجرة أدركهُ الرجلُ، فقال له كما قال أول مرة، فقال لَهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال أولَ مرة، قال: "فارجِعْ؟ فَلَنْ أستعين بمشرك"، قال: ثم رجع فأدركه بالبيداء، فقالَ لَهُ كما قال أول مرة: "تؤمن بالله ورسوله؟ " قال: نعم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فانطَلِقْ" (٣).

بحر الوبرة: هو موضع على نحو من أربعة أميال من المدينة.

[١٠ - تجب على الجيش طاعة أميرهم إلا في معصية الله]

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "منَ أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني" (٤).


(١) أخرجه البخاري (٦/ ١٤٠ رقم ٣٠٠٤)، ومسلم (٤/ ١٩٧٥ رقم ٥/ ٢٥٤٩).
(٢) أخرجه مسلم (٣/ ١٥٠٢ رقم ١١٩/ ١٨٨٦).
(٣) أخرجه مسلم (٣/ ١٤٤٩ رقم ١٥٠/ ١٨١٧).
(٤) أخرجه البخاري (١٣/ ١١١ رقم ٧١٣٧)، ومسلم (٣/ ١٤٦٦ رقم ٣٣/ ١٨٣٥).

<<  <   >  >>