للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا يركبْ دابةً من فَيْءِ المسلمين، حتى إذا أَعْجَفَها رَدَّها فيه، ومن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر، فلا يَلبِسْ ثوبًا من فَيْءِ المسلمين، حتى إذا أخلَقَهُ ردَّهُ فيه"، وهو حديث حسن (١).

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "كُنَّا نُصيب في مغازينا العسل والعِنَبَ، فنأكلُهُ ولا نرفَعُهُ"، وهو حديث صحيح (٢).

[١٠ - بيان تحريم الغلول وما جاء في الترهيب منه]

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، ففتح الله علينا، فلم نغنم ذهبًا ولا ورقًا، غنمنا المتاعَ والطعامَ والثيابَ، ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ له، وهبَهُ له رجلٌ من جُذامٍ يُدعى رفاعة بن زيدٍ من بني الضُّبيبِ، فلما نزلنا الواديَ، قام عبدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَحُلُّ رَحْلَهُ فَرُمِيَ بسهمٍ، فكان فيه حتفُهُ، فقلنا: هنيئًا له الشهادةُ يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلا والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ، إنَّ الشملة لتلتهب عليه نارًا، أخذها من الغنائم يوم خيبر، لم تُصِبْها المقاسمُ" قال: ففزع الناسُ فجاءَ رجلٌ بِشراكٍ أو شراكين، فقال: يا رسول الله، أصبت يوم خيبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شراكٌ من نارٍ، أو شراكانِ من نارٍ" (٣).

يحل رحله: الرحل: هو مركب الرجل على البعير.

الشملة: كساء صغير يؤتزر به.

بشراك: الشراك: هو السير المعروف الذي يكون في النعل على ظهر القدم.

وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: حاربت النَّضيرُ وقريظة، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومنَّ عليهم، حتى حاربت قريظةُ، فقتلَ رجالهم، وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فآمنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم: بني قينقاع - وهم رهط عبد الله بن سلام - ويهود بني حارثة، وكلَّ يَهوديٍّ كان بالمدينة (٤).


(١) أخرجه أبو داود (٣/ ١٥٣ رقم ٢٧٠٨)، والدارمي (٢/ ٢٣٠)، وابن حبان في صحيحه رقم (٤٨٥٠)، وأحمد (٤/ ١٠٨ - ١٠٩).
(٢) أخرجه البخاري رقم (٣١٥٤).
(٣) أخرجه البخاري (١١/ ٥٩٢ رقم ٦٧٠٧)، ومسلم (١/ ١٠٨ رقم ١٨٣/ ١١٥).
(٤) أخرجه البخاري (رقم ٣٨٠٤ - البغا)، ومسلم (٣/ ١٣٨٧ رقم ١٧٦٦).

<<  <   >  >>