للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - لكلِّ صلاة:

لحديث بُرَيْدَةَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الصلواتِ يومَ الفتح بوضُوءٍ واحدٍ، ومسحَ على خُفَّيْهِ، فقالَ له عمرُ: لقد صنعتَ اليومَ شيئًا لم تكُنْ تصْنَعُهُ قال: "عمدًا صنعتُهُ يا عمرُ"، وهو حديث صحيح (١).

٧ - عند كلِّ حَدَثٍ:

لحديث بريدة - رضي الله عنه - قال: أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فدعا بلالًا فقال: "يا بلالُ، بم سبقتْني إلى الجنة؛ إني دخلتُ البارحةَ الجنةَ فسمعتُ خَشْخَشَتَكَ أمامي؟ "، فقال بلال: يا رسول الله، ما أذَّنْتُ قطَّ إلا صليتُ ركعتين، ولا أصابني حدثٌ قطُّ إلا توضَّأت عنده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لهذا"، وهو حديث صحيح (٢).

٨ - مِنْ حَمْلِ الميِّتِ:

لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من غَسَّلَ ميتًا فليغتَسِلْ، ومن حَمَلَهُ فليتوضأ"، وهو حديث حسن (٣).

• وقال المحدث الألباني - رحمه الله - (٤): "وظاهرُ الأمر يفيد الوجوبَ، وإنما لم نَقُلْ به لحديثين موقوفين، لهما حكمُ الرفع.

الأول: عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ليس عليكم في غسل ميتكم غُسلٌ إذا غسَّلْتموه؛ فإن ميتكم ليس بنجسٍ، فحسبكم أن تغسِلُوا أيديكم"، وهو أثر صحيح (٥).


(١) أخرجه مسلم رقم (٨٦/ ٢٧٧)، وأبو داود رقم (١٧٢)، والترمذي رقم (٦١)، وابن ماجه رقم (٥١٠)، والنسائي (١/ ٨٦ رقم ١٣٣).
(٢) أخرجه الترمذي رقم (٣٦٨٩)، وأحمد (٥/ ٣٦٠) بسند صحيح على شرط مسلم، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (٧٨٩٤)، وصحيح الترغيب رقم (١٩٦).
(٣) أخرجه الترمذي رقم (٩٩٣) وحسنه، وأبو داود رقم (٣١٦٢)، وابن ماجه رقم (١٤٦٣) مختصرًا، وأحمد (١٤/ ١٠٦ رقم ٧٦٧٥) شاكر، كلُّهم من طريق سهيل بن صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا، وإسناده صحيح، إلا أن أبا داود أدخلَ بين أبي صالح وأبي هريرة - إسحاق مولى رائدة - وهو ثقة، وإعلالهُ بكونه روي موقوفًا عن أبي هريرة أيضًا ليس بشيء؛ لأن الرفع زيادة يجبُ قبولُها إذا جاءت عن ثقةٍ، قلت: وللحديث طريقان آخران عند أحمد (٢/ ٢٨٠)، وأبي داود رقم (٣١٦١)، وله شَواهد، انظر: تخريجها في كتابنا: "إرشادُ الأمَّةِ إلى فقه الكتاب والسنة" جزء الطهارة.
(٤) "أحكام الجنائز وبدعها" ص (٧١ - ٧٢).
(٥) تقدم تخريجه في الباب الثاني: باب النجاسات، الفصل الاول: فصل أحكام النجاساتِ، ويُسْتَثْنَى من الميتة رقم (١) الآدمي المسلم لا ينجسُ بالموت.

<<  <   >  >>