للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* الباب التاسع* بابُ التيمُّمِ

١ - دليلُ مشروعيةِ التيمُّمِ:

قال تعالى في سورة المائدة الآية (٦): {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ}.

وعن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: "خرجْنَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداءِ - أو بذاتِ الجيشِ - انقطع عقدٌ لي، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسِهِ، وأقام الناسُ مَعَهُ، وليسوا على ماء، فأتى الناسُ إلى أبي بكرٍ الصديق، فقالوا: ألا ترى ما صنعتْ عائشةُ؟ أقامتْ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - والناسِ، وليسُوا على ماءٍ، وليسَ معهم ماءٌ، فجاء أبو بكر ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - واضعٌ رأسَهُ على فخذي قد نام، فقال: حَبَسْتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - والناسَ، وليسوا على ماءٍ، وليس معهم ماءٌ، فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقالَ ما شاءَ الله أن يقولَ وجعل يطعنني بيده في خَاصِرتي، فلا يمنعُني من التحرُّك إلا مكانُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حينَ أصبحَ على غير ماءٍ، فأنزل الله آية التيمم فتيمَّمُوا، فقال أُسَيدُ بن الحضير: ما هي بِأولِ بركتِكم يا آل أبي بكر. قالت: فبعثنا البعيرَ الذي كنتُ عليه، فأصبْنَا العقدَ تحتَه"، وهو حديث صحيح (١).

٢ - الأسبابُ المبيحةُ للتيمم:

يُبَاحُ التيمم عند العجزِ عن استعمال الماءِ لفقده، أو خوف ضرره من استعماله لمرض في الجسم، أو شِدَّةِ بَرْدٍ؛ لحديث عمرانَ بنِ حصينٍ قال: كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سَفَرٍ، فصلَّى بالناسِ، فإذا هو برجل معتزلٍ فقال: "ما منعك أن تصلِّي؟ قال: أصابتني جنابةٌ ولا ماء، قال: "عليك بالصَّعيدِ، فإنه يكفيك"، وهو حديث صحيح (٢).


(١) أخرجه البخاري رقم (٣٣٤)، ومسلم رقم (٣٦٧).
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ٤٣٤)، والبخاري رقم (٣٤٨)، ومسلم رقم (٦٨٢).

<<  <   >  >>