للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على نفسه، وهو يفضل أشباهه بألفاظ له ملوكية.

وسمعت بعض العلماء بالشعر يقول أول الشعراء المتقدمين في صفة الخمر الأعشى ثم الأخطل ثم أبو نواس ثم الحسين بن الضحاك ثم عبد الله بن المعتز.

فقلت أنا هو أيضاً عندي متقدم في الغزل لأن الشعراء الذين أحسنوا في الغزل حتى تفردوا به وكان الغزل قطعة من شعرهم معروفة قليلون، وخاصة من عمل في المذكر والمؤنث.

وهو أول من حصل هذا، وجعله فنين وأضاف إليه فناً ثالثاً سماه مجونا وكثره حتى تقدم فيه من سبقه وتبعه الناس.

أخْبَار لعَبْد الله بْن المُعْتَزِّ

كان عبد الله بن المعتز يحب لقاء أبي العباس أحمد بن يحيى ويعلمه ذلك، وكان أبو العباس أحمد بن يحيى يعتذر إليه في تخلفه عنه بأنه ضعف عن أن يمضي إلى أحد.

فكتب إليه عبد الله يعرفه شوقه إليه، ويصف مقداره في العلم، ويعتذر من ترك إتيانه، لأن الركوب ليس بسائغ له:

ما وَجْدُ صادٍ فِي الِحبِال مُوثَقِ ... بماءِ مُزْنٍ بارِدٍ مُصَفقِ

بِالرِّيحِ لَمْ يُطْرَقْ وَلمْ يُرَنَّقِ ... جادَتْ بِهِ أَخْلاَفُ دَجْنٍ مُطْبقِ

<<  <   >  >>