للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفضل بن الربيع يقول بلغ إبراهيم بن المهدي من حسن الغناء والعلم إلى نهاية ما بعدها، حتى أنه كان يجاذب إسحاق الموصلي. . . صنعة حسنة شبه بها صنعة الأوائل، منها أنه غنى في شعر مروان أبي حفصة من طريقة الثقيل الأول:

طَرَقَتْكَ زائِرَةٌ فَحَيِّ خَيالَها ... حَسْناءُ تَخْلطُ بِالْجَمَالِ دَلالهَا

حدثنا يحيى بن علي عن أبيه عن إبراهيم بن علي بن هشام أن إسحاق كتب إلى إبراهيم بن المهدي بجنس صوت صنعه مجزأ وأجزاء لحنه فغناه إبراهيم من غير أن يسمعه والصوت:

حَيِّيا أُمَّ يَعْمُرٍ ... قَبْلَ شَحْطٍ مِنَ النَّوِى

فَقُلْتُ لاَ تُعْجِلُو الروَّاحَ فَقالُوا أَلاَ بَلَى

وهذا مما لم يسمع بمثله من فعلهما، والذي فعله إبراهيم بن المهدي أشد وأعجب، واللحن الذي عمله إسحاق في هذا الشعر من الثقيل الثاني وللهذلي فيه لحن في طريقة خفيف الثقيل الأول.

وكان إبراهيم بن المهدي ينسب الثقيل الأول الذي عليه الناس جميعاً إلى الثقيل الثاني، وينسب الثقيل الثاني إلى الثقيل الأول، وتابعه على ذلك عمرو بن بانة، وكان أحد غلمانه.

[من شعر إبراهيم]

الشَّيْبُ شَيْنٌ وَالْخُضابُ عَذابُ ... وَلِكُلِّ حَيٍّ مُهْجَةٌ سَتُصابُ

<<  <   >  >>