للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٦ - أما بعد:

فسوف أزيدكم عجبًا وإعجابا بفقه المسلمين:

في بحوثهم في مسألة الردة سؤال: هل الردة مقصورة على خروج المسلم عن

الإسلام؟ أم تتناول غير المسلم إذا ترك دينه إلى غيره من الأديان الأخرى؟

من وجوه ذلك الفقه: أنه إن انتقل إلى مثل دينه أو إلى أعلى منه أقر عليه، ولا يعد مرتدا.

وإن انتقل إلى أنقص منه لم يُقر، ويعد مرتدا، فإذا انتقل اليهودي إلى

النصرانية، فقد انتقل إلى مثل دينه الذي كان عليه، من حيث إنهما، في الأصل، دينان سماويان، وكذلك يقرّ المجوسي إذا انتقل إلى اليهودية أو النصرانية" لأنه انتقل إلى ما هو أعلى!

وإذا انتقل اليهودي أو النصراني إلى المجوسية لم يُقر، ويعد مرتدا؛ لأنه انتقل إلى ما هو أدنى!!

انظروا، إنه الفقه العادل القائم على الحق!

انظروا إلى تقديس فقهاء المسلمين لأديان السماء.

ثم انظروا إلى انسجام الأحكام والاجتهاد فيها عند فقهاء المسلمين!

فهل من مدّكر؟

* * *

٣٧ وأيم الحق ما كان بنا حاجة في الخوض في هذه الصحائف السود.

لولا أن دفعنا إلى ذكرها الافتراء الجهول على الحق البين لكل ذي قلب سليم.

إن حرّ هذا التاريخ ممتد إلى الحاضر، في أرجاء الأرض: ماذا كان موقف فرنسا من فوز الإسلاميين في انتخابات الجزائر؟

وماذا كان الموقف، وما زال، من مسلمي الفلبين؟

وماذا كان - وما زال موقف أمريكا من حقوق الفلسطنين؟

وماذا كان موقفها من الثورة الإيرانية؟

وماذا كان موقفها من الحكم الإسلامي في السودان؟

وهل نذكر دسائسها لإحداث فتنة طائفية في مصر؟

<<  <   >  >>