للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الراهب، مما جعلني - في تطوافي في مدن إيطاليا - أذكر هذا الحوار؟ لتكون إجاباته سندًا للمسلمين.

وقد قوبلت منهم هذه الإجابات بالرضا والاستبشار وفي مدى

علمي، انقطعت إثارة هذا الاعتراض.

إذا منع الإسلام غير المسلم من حرم مكة، فأمر ليس بغريب.

ففي سفر يشوع ص ٦

أن يشوع أحرق أريحا، وحرمها عليهم، وقال: ملعون من يبني أريحا "وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحدّ السيف " وكذلك فعل بمدينة (عاي) .

وفي ص ٩: أن أهل جيعو لما علموا بما فعل في أريحا وعاي أتوا يشوع وخدعوه بأنهم من بلاد بعيدة جدًا، حتى صالحوه بعدما اعترفوا بإلهه واعترفوا أنهم عبيد له.

ولما تآمر عليهم الملوك الخمسة من حول بلدهم صعد إليهم يشوع وحاربهم حماية لأهل جيعون الذين خدعوه؛ لأنهم اعترفوا بدينه.

وعلى مر التاريخ عرف (المكان المقدس) التي كانت تؤدي مهمة الملجأ للأفراد

الهاربين من العنف أو من عقوبة القانون: ففي اليونان القديمة كانت طرق الفرار من الأماكن الحرام تفرض عليها الحراسة.

وفي روما كان العبيد يلجأون أحيانا إليها.

ويخبرنا العهد القديم، الكتاب المقدس بنبأ مدن للالتجاء، كان يستطع القاتل أن يهرب إليها. ..

وجعل قسطنطين الأول من الكنائس المسيحية أماكن للالتجاء.

وفي إنجلترا في العصور القديمة كان يسمح للجاني الذي يعترف بجنايته وهو في

حرم بالخروج إلى منفى دائم في بلد مسيحي أجنبي. ..

ومن الامتيازات الدنيوية التي تضاهي امتياز الحرم تلك الحصانة التي يمكن أن

<<  <   >  >>