للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتبعد هذه الحدود عن مكة من جهة المدينة ثلائة أميال، ومن جهة العراق سبعة أميال، ومن جهة الطائف عشرة أميال، ومن جهة جدة عشرة أميال، ومن جهة الجعرّانة تسعة أميال، ومن جهة اليمن سبعة أميال.

فمن المسجد الحرام إلى عَلَمَي عرفات: ١٨٣٣٣ مترا.

فمن المسجد الحرام إلى عَلَمَي نخلة: ٥ ’ ٣٣٥٣ امترا.

فمن المسجد الحرام إلى عَلَمَي التنعيم: ٦١٤٨ مترا.

فمن المسجد الحرام إلى عَلَمَي أضاة: ٧٥ ’ ١٢٠٠٩. مترا.

أهذا الجزء هو الذي نخاف منكم على أهله، دون أرض المسلمين على اتساعها شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا؟ ويزداد الأمر عجبا، والحرم ضيقا إذا أخذنا برأي الإمام الشافعي بأن المحرم على المشرك هو المسجد فقط مستدلا بظاهر الآية الكريمة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) .

إن تاريخنا يحفظ أن جبريل، عليه السلام هو الذي أرى إبراهيم مواضع نهايات الحرم من كل جهة على ما عليه هي اليوم، فنصب علاماته، وتوارثتها الأجيال، جيلا بعد جيل.

إلى أن جددّ معالمها الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

فهو عمل من عمل أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، علّمه إياه جبريل، فهو وحي أوحى إلى شيخ الأنبياء، لذلك قال الرسول يوم عرفة: كونوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -.

أي أن موقفهم موقف إبراهيم ورثوه منه، ولم يخطئوا في الوقوف فيه عن سنة إبراهيم.

إذًا الإسلام ورث هذا الحرم عن إبراهيم، أحيا به مشاعره، وأنتم تعترفون بإبراهيم، فهل تلومونه؟!

والمسلم نفسه ليس له الحرية المطلقة في الحرم، بل يحرم عليه أشياء، تحل له خارج الحرم، فيحرم على المحرم وعلى الحلال وغير المحرم ": صيد الحرم وتنفيره، وقطع

<<  <   >  >>