للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكل من هذين الأمرين هما روح المراد من كلمة الإسلام.

بهما جاء محمد عليه السلام، وبهما جاء كل النبيين.

فإذا آمن أحد من أهل الكتاب بمحمد فإنه حقيق بوصف الإيمان والإسلام وكذلك من آمن بنبيه، في زمانه، على الوجه الصحيح

فإنه حقيق بوصف الإيمان والإسلام، مستحق للجزاء الحسن، وهذا أمر بين غاية البيان في القرآن، وما يشبّه به إلا فاسد الذوق اللغوي، أو مكابر لا يؤمن بالحق وإن كان في وضوح النهاره لقد فهم صاحب قصة الحضارة هذا فقال: لقد عرّف محمد (الدين) تعريفًا لا يأبى اليهودي المخلص ولا المسيحي المخلص أن يقبله ويدخل فيه!!

انظروا إلى قول المنصفين منكم.

ما تقولون في اليهودي الذي آمن بموسى، وأدرك المسيح فكفر به، وكذبه وكاد له، وحاول تسليمه للسلطة السياسية لقتله، ورمى أمه العذراء بالعظائم والفواحش - ما تقولون في هذا؟

أيكون مؤمنًا مسلمًا لمجرد إيمانه بموسى؟

أيستوي هو ومن آمن بالمسيح كإيمانه بموسى؟

اللهم لا، فإذا حكم القرآن على أهل الكتاب بالإيمان فهو

حكم على من آمن بنبيه ولم يدرك غيره، أو من آمن بنبيه وأدرك غيره فآمن به. ألا يستحق هذا وصف الإيمان.

أما من آمن بنبيه وكفر بمن قبله أو بعده. أيكون مؤمنا؟

اللهم لا، فأي غرابة في هذا، أو أي تناقض؟

إن التناقض إنما هو في الفكر المعوج، والقلوب غير السليمة.

* * *

[٦ - تعالوا إلى كتابكم:]

في الإصحاح ١٨ من سفر حزقيال، قال الرب: ما لكم تضربون هذا المثل: الآباء أكلوا الحِصْرِم وأسنان الأبناء ضرست.

لا تضربوا هذا المثل. . النفس التي تخطئ هي تموت، والإنسان البار ولعل حقا وعدلا. . فهو بار، حياة يحيا. . فإن ولد ابنا سفاك دماء. . أفيحيا؟ لا يحيا".

قلت: وهذا تفريق حق وعدل، وهو ما قرره القرآن بالنسبة لأهل الكتاب، ولكل إنسان.

وقال يشوع للقادة الدينيين الأشرار: أيها الحيات أولاد الأفاعي، كيف

<<  <   >  >>