للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الذي جاء به المسيح هو: الإيمان الشخصي من القلب.

أما علم اللاهوت، وكل هذه التعقيدات الإدارية والوظيفية، وكل هذه الظاهر في هيكل الكنائس، وزي القساوسة. . . كل ذلك من ابتداع الكنيسة.

لقد حُوِّلت تعاليم المسيح من الجوهر الأخلاقي إلى تعقيدات الإدارة والوظيفة، وإلى الجدل الفلسفي، الذي عرف عندهم، في القرون الوسطى: (بالجدل الأسكولائي) .

وهو اسم يطلق على الفلسفة المدرسية في العصور الوسطى.

وعني أصحابه بالفكر اللاهوتي والفلسفي المعتمد على سلطة الآباء اللاتينيين

وأرسطو والشارحين لفلسفته.

وعكف هؤلاء (الاسكولائيون - المدرسيون) على

تقديم البراهين النظرية لإثبات العقيدة الدينية، ونظرة الدين إلى العالم.

إن أبا المسيحية هو المسيح.

أما أبو الكنيسة فهو (بولس) واسمه الأصلي: شاءول.

روماني الجنسية، نشأ نشأة يهودية، متحمسا لدينه ووطنه، وكان يضطهد

المسيحيين الأول، وكلف من قبل رئيس الكنيس اليهودي بالذهاب إلى دمشق لمقاومة المسيحية سنة ٣٥، ثم تحول فجأة إلى المسيحية، وصار من أنشط دعاتها، واعظا ومؤسسا للكنائس.

ثم آل أمره إلى القبض عليه في روما والحكم عليه

بالإعدام صلبا، وقطع رأسه بالسيف!!

إلي هذا يرجع إنشاء الكنائس، أو إلى (أوغسطين) (٣٥٤ - ٤٣٠) أسقف مدينة هيبون، في شمال أفريقيا، من أشهر آباء الكنيسة اللاتينية، فيلسوف آراؤه قريبة جدا من الأفلاطونية الجديدة، وهو يعتبر مؤسس حياة النسك والرهبنة في أوربا.

أقول: وكلاهما: بولس وأوغسطين لم يقف بالمسيحية عند الحد الذي جاء به

المسيح: جاء المسيح بالأخلاق المسيحية، أما هذان فقد أسسا اللاهوت، والطقوس.

المسيحية كدين أخلاقي جاء بها المسيح، أما المسيحية كأسرار، فقد جاءت بها (الرسائل) .

لقد انتهى تاريخ المسيح بظهور بولس الروماني اليهودي الأصل.

<<  <   >  >>