للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلو دخل بلدة أو قرية، قال: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَْرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ، وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَخَيْرَ مَا فِيها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ أَهْلِهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا (١) .

b ... ومن أحوال المؤمن الغضب، فلو اجتهد - إذْ غَضِب - أن يعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لجارية بن قدامة رضي الله عنه، بقوله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرارٍ: لاَ تَغْضَبْ (٢) ، فإنْ تملّكه غضب شديد، فعليه إذ ذاك بالمبادرة إلى قول: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم (٣) .

هذا، وإنَّ غَضَبَ المؤمن ينبغي أن يكون لله تعالى، فلا يغضب لأمر من أمور الدنيا، ولا ينتقم لنفسه، بل له في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِم للهِ بِهَا (٤)


(١) رواه النَّسائي في «الكبرى» ، برقم (٨٨٢٧) .
(٢) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، برقم (٦١١٦) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) متفق عليه من حديث سليمان بن صُرَدٍ رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: الحذر من الغضب، برقم (٦١١٥) ، ومسلم؛ كتاب: البِرِّ والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب ... ، برقم (٢٦١٠) .
(٤) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب المناقب، باب: صفة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (٣٥٦٠) ، عن عائشة رضي الله عنها، ومسلم؛ كتاب: الفضائل، باب: مُباعدتِه صلى الله عليه وسلم للآثام....، برقم (٢٣٢٧) ، عنها أيضاً، واللفظ للبخاري.

<<  <   >  >>