للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحاصل أن الحسد يقع بالكلام ويقوم بالنفس ويحصل بالنظر، ولا تقع العين بالنفس، ولا يتصل شرها إلا بالنظر إلى المعيون، أو بالكلام بعد النظر إليه، واستحسان ما عنده.

٢ - العين تقع بمجرد النظر باستحسان، وقد يقع ذلك من الصالح وغيره. أما الحسد فلا يقع إلا من ضعيف الإيمان غافلٍ عن ذِكْر ربِّه.

٣ - العين قد تقع من صاحب النعمة، ومن غيره، أما الحسد فلا يقع إلا من الغير.

٤ - العين والحسد يشتركان في أمور ثلاثة: في السبب، وهو التشهي للنعمة، وفي وجوب الرقية منهما عند حصولهما، وفي الأثر فإن كلاهما مهلك موقع للضرر.

١٩ - السحر: هو علم بأمر عادي (١) مؤثِّر حقيقةً، عند وقوعه، ضار غير نافع، لكن قد خفي سبب تأثيره وضرره، فلا تُدرَك كيفيةٌ لذلك بالحواس، لكن الأثر حاصل بإذن الله الكوني القَدَري، وهو: [عبارة عن عُقد ورقىً وكلام يتكلم به الساحر أو يكتبه، أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة، فمنه ما يقتل، وما يُمرض، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرّق بين المرء وزوجه، وما يُبغّض أحدهما إلى الآخر أو يحبّب بين اثنين] (٢) ، وقال ابن القيم رحمه الله: (هو مركب من تأثيرات الأرواح


(١) المقصود بـ (عادي) : أن السحر يؤثر بعلة عادية، وليس سببًا مولِّدًا مُوجِبًا، لذا فإنه يمكن إبطال تأثيره بوجود مانع سابق، من تحصُّنٍ بذكرِ الله، أو بإبطال أثره بعد وقوعه برقية شرعية.
(٢) انظر: المغني، لابن قدامة المقدسي (١٠/١٠٤) .

<<  <   >  >>