للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخبيثة، وانفعال القوى الطبيعية عنها) (١) . فهو: عمل مشترك بين الساحر الذي استرضى شيطاناً، وتقرب إليه بفعل محرم - من الكبائر غالباً - أو باقتراف شرك ظاهر، وذلك الشيطان الذي غايته الصد عن سبيل الله، وإيقاع الساحر ومن تبعه بالكفر، والعياذ بالله، وكلما كان الساحر أشد كفراً كان الشيطان أكثر طاعة له (٢) . والسحر - ولا شك - قرين الشرك بالله، وداخل فيه من ناحيتين: الأولى: ما يكون فيه من استخدام الشياطين، بالاستعانة بهم والتقرب إليهم بما يحبونه مما هو شرك بالله العظيم. والثانية: ما فيه من دعوى علم الغيب المستقبلي، ودعوى مشاركة الله في ذلك، وهذا كفر وضلال (٣) .

(والساحر، وإن لم يسمّ ذلك عبادةً للشيطان، فهو عبادة له على الحقيقة، وإن سماه استخداماً، فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه، لا لاسمه ولفظه) (٤) .

قال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اُشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *} [البقرة: ١٠٢] .


(١) انظر: زاد المعاد (٤/١٢٦) .
(٢) انظر: الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار. وحيد بالي ص٢٢.
(٣) انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد. د. صالح الفوزان ص ٨٣.
(٤) انظر: بدائع الفوائد، لابن القيم (٢/٢٥٩) .

<<  <   >  >>