للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ)) (١) . ومن معاني النّفْث، المضافة إلى الشيطان، والعياذ بالله: نَفْث الشيطان، ومعناه: شِعره الخبيث الداعي إلى ضلال، أو شك، أو كفر، أو المثير لشهوة محرمة، أو الآمر بفحشاء أو منكر أو بغي، والعياذ بالله. يقول عليه الصلاة والسلام: ... وَأَمَّا نَفْثُهُ - أي الشيطان - فَالشِّعْرُ (٢) ويشار هنا - للفائدة - إلى أن النفث في الماء، ليسقى منه المريض استشفاء بريق ذلك النافث، وما على لسانه حينئذ من ذكر الله تعالى، أو شيء من القرآن، هو جائز، ويعتبر من طرق الرقية المشروعة (٣) .

٢٢ - النفخ: وهو خُلُق مذموم، يتصف به أهل الضلال من السحرة وغيرهم. ومعناه: مزيد التكبر والغرور والتعالي على خَلْق الله تعالى، وهو من صفات الشيطان التي يستعاذ منها.

قال الله تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً *} [الإسرَاء: ٣٧] . وقال صلى الله عليه وسلم: وَأَمَّا نَفْخُهُ فَالْكِبْرُ ... (٤) .

٢٣ - الهَمْز: ومعناه المس الشيطاني، والعياذ بالله، إذا بلغ أثرُه الصَّرْعَ والإغماء، الشبيه بالموت المؤقت، وقد سبق بيان المس، وأنه


(١) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الطب، باب: ما جاء في كراهية التعليق، برقم (٢٠٧٢) ، عن أبي معبد الجهني رضي الله عنه.
(٢) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، برقم (٧٧٥) ، والترمذي؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة، برقم (٢٤٢) ، عنه أيضًا. وعند أحمد في المسند، برقم (١٦٨٦٠) ، من حديث جبير بن مُطعِم رضي الله عنه. وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي.
(٣) انظر: الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية، إعداد: المؤلف، ص١٠٦.
(٤) سبق تخريجه للتوّ، بالهامش ذي الرقم (٢) .

<<  <   >  >>