للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد تكون بتسليط ساحر لشيطان على تلك المرأة، فإن كان ذلك فهو ما يعبّر عنه بـ (سحر النزيف) فتُرقى المرأة بالمشروع، فتشفى بإذن الله، وإلا فهو داء استحاضةٍ عضوي يمكن علاجه عند أهل الطب. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن لمن شكت مثل ذلك طُرقاً للقيام بالعبادة فعلى أيهما قويت المرأة، فهي أعلم بحالها، وهذه الطرق ثلاثة مستفادة من أحاديث صحاح، وهي كما يلي:

١- ... أن تغتسل لكل صلاة، بعد انقضاء مثل أيام حيضها، حتى تحيض فترى دم الحيض الأسود الذي يَعْرِف، ويُعْرَف (تعرفه النساء) .

٢- ... إن شق عليها ذلك، فإنها تغتسل لصلاة الفجر، وتؤخر الظهر، وتقدم العصر، وتغتسل لأداء الصلاتين، كذلك تفعل للمغرب والعشاء، فتؤخر المغرب وتعجل العشاء، وتغتسل وتصلي الصلاتين.

٣- ... فإن وجدت حرجًا في ذلك أيضًا، فإنها تغتسل إذا انقضت مثل أيام حيضها (ستة أو سبعة أيام) ، ثم تتوضأ بعدُ لكل صلاة، ثلاثًا وعشرين ليلة أو أربعًا وعشرين ليلة، فإن ذلك يجزئها، ولو استمر تدفق الدم، لكن لونه مختلف عن دم الحيض، ليس بأسود مثله وذلك غاية في التيسير عليها.

وقد استحب النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة أن تفعل الأمر الأول إنْ هي قَوِيت عليه، وقد فعلت ذلك حمنة رضي الله عنها، كما سيأتي من قول السيدة عائشة رضي الله عنها.

<<  <   >  >>