للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا، وقد أوردت هذا التقسيم النافع لآثار السحر، قاصدًا بذلك التعريف بأن هذه الأنواع التسعة تدخل جميعها في مرتبة السحر الحقيقي، حتى إن سحر التخييل - وهو النوع الثالث منها - يدخل من وجهٍ بالسحر حقيقةً من أجل أن الساحر قد يوكّل جنيًا بأن يُرِيَ الزوجة قبيحة في نظر الزوج أو العكس، حتى يبغض كلٌّ منهما زوجَه، وقد يؤدي ذلك إلى التفريق بينهما، والعياذ بالله.

مسألة مهمة: كيف يقوم السحرة بأعمالهم تلك، فيؤثرون بها على المسحور؟

إن أهمية بيان هذه المسألة تكمن في ضرورة تبصير المسلم المعاصر بهذه الطرق، ليشتد حذره منها، فلا يدع للسحرة مسلكًا إليه، وهذا من باب الأخذ بالأسباب، فإن «الْمُؤْمِنَ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ» (١) .

هذا، وإن للسحرة العشرات من الوسائل يعمدون إليها، بقصد التأثير بسحرهم، من ذلك (٢) :

١- ... دفن أعمالهم في تراب مقبرة.

٢- ... دفن العمل السحري فيما اتصل بالدار من حديقة ونحوها.

٣- ... كتابة السحر في كاغد - جلد ميتةٍ -، وجعلُه في قبضة الساحر، وهو لا يغلقها تمامًا، ثم يشير بها إلى ناحية من أراد سحره، من جهةٍ لا يراه المسحور منها.


(١) هذا نصّ حديث مرويٍّ ضعيف. انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني رحمه الله (٧٦٠) ، وفي الصحيح: «إِنَّ أَنَسًا غُلاَمٌ كَيِّسٌ» ، متفق عليه. (والكَيْس: العقل، والكَيْس في الأمور يجري مجرى الرفق فيها) . انظر: النهاية لابن الأثير (٤/٢١٨) .
(٢) انظر: في وسائل السحرة هذه: «شموس الأنوار» لابن الحاج التلمساني، و «منبع أصول الحكمة» للبوني، و «شمس المعارف الكبرى» له أيضًا، وقد ذكرتها هنا للتحذير منها، وحسب.

<<  <   >  >>