للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أننا لا نحجز الناس عن الاسترقاء عند ثقات الرقاة، لكنْ غاية ما هنالك أننا ندعو إلى أن يسعى المرء إلى تشخيص حاله المَرَضيّة تشخيصًا صائبًا، ثم ليعمد بعدها إلى علاج نفسه بما يناسب حاله، دون الرجوع - بحالٍ - إلى مشعوذٍ ادّعى صلاحًا، والصلاح منه براء. من أجل ذلك كان من الضرورة بيان أعراض قد تظهر على المسحور، فإذا ما ظهرت وجب التأكد من قِبَل الأطباء إلى خلوّ هذه الحالة من أمراض عضوية أو نفسية، ومن ثم يُعمد إلى الاسترقاء عند من يُظن به الصلاح، وسأبين فيما يلي علامات كلٍّ من الساحر والمسحور، والله المستعان.

أولاً: علامات يُعرَف بها الساحر.

إن تمييز الساحر عن غيره يمكن بعلامات يدركها كلُّ من أوتي شيئًا من الفراسة؛ من ذلك أنك إذا نظرت إلى وجهه استشفيت فيه قبحًا ظاهرًا، وظلمة بادية، وذلك من أثر كفره والعياذ بالله، ثم إنك إذا سمعت صوته فستدرك حالاً - من نبرته ولحن قوله - أنه يوهم سامعه بصلاحه، وحرصه على شفائه، ومن ذلك أيضًا أنه يحاول التلبيس على المريض بإيحاءات جسدية كتحريك اليدين، وإغماض متكرر للعينين، وغير ذلك كثير مما لا تخطئه فراسة المؤمن، لكن مع ذلك فإن للساحر علامات ظاهرة يمكن التعرف عليه من خلالها، [منها: (١)

١- ... سؤاله عن اسم المريض، واسم أمه (٢) .


(١) انظر: الصارم البتار، لمؤلفه وحيد عبد السلام بالي، ص٧٨، وما بعدها، بتصرّف يسير.
(٢) لعل العلة في الاستفسار عن اسم الأم، أن شيطان الجن لا يُثبت نكاحًا بعقد شرعي، فهو ينسب الولد لأمّه دون أبيه، مخالفًا بذلك قوله تعالى: [الأحزَاب: ٥] {ادْعُوهُمْ لآِبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} . وفي طلب اسم المريض، أيضًا أهمية بالنسبة للساحر، حيث إنه يجمع الأرقام الموازية لأحرف الاسم، لينظر موافقتها لبرج ما، فيستلهم النفع أو دفع الضر من روحانية كواكب ذلك البرج، ولينظر من خلال اسم الشخص واسم أمه أيضًا إلى حروف مشتركة ... يستدل من خلال ذلك على موضع دفن السحر (والعياذ بالله) ، في أرض أم في مياه، بحسب زعمهم، قاتلهم الله.

<<  <   >  >>