للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاب الْعَاشِر نُكَتٌ مِنْ كَلام الشِّيَعة

أخُبرنَا الصاحبُ كَافِي الكفَاةِ رحمةُ اللهِ عليْهِ قالَ: أخبرنَا عبدُ اللهِ بنُ محمَّد، قالَ: أخْبرَنَا عبْدُ الله بنُ الْحسن، قَالَ: أخُبرَنَا سهْلُ بنُ مُحَمَّد قَالَ: أخُبرنَا عبْدُ الرَّحمَن بن الْمثنى قَالَ: عبد الْملك فَلَمَّا بلغ إِلَى العظة قَامَ إِلَيْهِ رجل من آل صُوحانَ. فقالَ: مَهْلاً مَهْلاً. تأُمُرونَ فَلَا تأُتَمرونُ، وتَنْهَوْنَ وَلَا تنتهُون، وتعظُون وَلَا تتعظُونَ. أفَنَقْتَدي بسيرتكُمْ فِي أنْفُسكُم أمْ نُطيع أمُركُمْ بأَلْسنَتكُم؟ فإنْ قُلْتُم: اقتَدُوا بسيرتنَا فَإِنِّي؟ وكَيْفَ وَمَا الحُجَّةُ؟ ومَا النصيرُ منَ الله بإقتداء سيرَة الظَّلمَة الفسَقة، والجَورة الخَونة الَّذين اتخَذُوا مَال الله دُولا، وعبيدهُ خَولاً وَإِن قُلْتُمْ: اقبلُوا نَصيحتنَا، وأطيعُوا أمرنَا، فكْيفَ يَنُصَحُ لغيره مَنْ يَغُش نَفْسَهَ.؟ أمْ كيْفَ تَجبُ الطاعةُ لمنْ لمْ تَثُبتْ عنْدَ الله عدالَتُه؟ وإنْ قلُتْم خُذوا الحكمَةَ من حُيثُ وجدتُموهَا، وأقبلُوا العظَةَ ممَّن سَمعتُموهَا فَعلامَ وليْنَاكم أمْرَنَا، وحَكَّمْناكُمْ فِي دمائنا وأمْوالنَا؟ أمَا علمتُمْ أنَّ فينَا مَنْ هُوَ أنْطَقُ منْكُم باللغَات وأفْصَحُ بالعِظاتِ؟ فَتحلْحلوا عَنْهَا أَولا، فأطْلِقُوا عِقَالَها، وَخَلُّوا سَبيلَهَا يَبتْدِرْ إِلَيْهَا ألُ رسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم الذينَ شَرَّدْتُموهُمْ فِي البلادِ، وفرَّقتُموهُمْ فِي كُلِّ وَاد، وبل تثْبت فِي أيْديِكُمْ لانْقِضاءِ المُدَّةِ وبُلُوغ المُهْلةِ، وعِظَم المحنةِ. إِن لكُلّ قَائِم قَدَراً لَا يعْدُوهُ وَيَوْما لَا يخُطوه، وكتاباً معدَه يتلُوهُ " لَا يُغادِرُ صغيرَةً، وَلَا كَبِيرَة إِلَّا أحْصاها " و " سَيَعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أيَّ مُنْقَلَب يَنْقِلبون ". قَالَ ثُمَّ أجْلسَ الرَّجُلُ فطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>