للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاب الْخَامِس عشر نَوَادِر المجان

قَالَ بعض المجان: الْيَمين الْكَذِب كالترس خلف الْبَاب. شرب الهفني دَوَاء فأسرف عَلَيْهِ حَتَّى أنحله وَذهب بجسمه فَأَتَاهُ إخوانه يعودونه فَقَالَ: مَا علمت أَنِّي من جراحتي الْيَوْم. دنا جمَاعَة مِنْهُم إِلَى فقاعي فَشَرِبُوا من عِنْده فقاعاً ثمَّ قَالُوا: لَيْسَ مَعنا شَيْء، فَخذ منا رهنا قَالَ: وَمَا الرَّهْن؟ قَالَ: تَأْخُذ من كل واحدٍ منا صفعة، فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام، جَاءُوهُ وَقَالُوا: خُذ ثمن الفقاع ورد علينا الرهون، فَجعل يَأْبَى وَيمْتَنع وَيَقُول: لَا حَاجَة لي فِي الثّمن. قَالُوا: يَا أَحمَق: لَك حَقك والسلعة لنا رهن عنْدك، فَأخذ مَا أَعْطوهُ شَاءَ أم أَبى، وصفعوا خَدّه بِقدر مَا كَانَ صفعهم كلهم وَاحِدًا وَاحِدًا. تداين من بقال شَيْئا بنسيئة، وَحلف لَهُ أَنه لَا يُجَامع امْرَأَته إِلَى أَن يقْضِي دينه، فَكَانَ قد رَاهن أَن يدع امْرَأَته عِنْد الْبَقَّال. شرب دَاوُد الْمُصَاب مَعَ قوم فِي شهر رَمَضَان لَيْلًا، وَقَالُوا لَهُ فِي وَجه السحر: قُم فَانْظُر هَل تسمع أذاناً؟ فَأَبْطَأَ عَنْهُم سَاعَة ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ: اشربوا فَإِنِّي لم أسمع الْأَذَان سوى من مَكَان بعيد. نظر رجل إِلَى ابْن سيابة يَوْم جُمُعَة وَقد لبس ثِيَابه فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَق أَظُنك تُرِيدُ الْجَامِع قَالَ: لعن الله الظَّالِم والمريد.

<<  <  ج: ص:  >  >>