للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاب السَّابِع عشر نَوَادِر أبي العنبس

كَانَ يَقُول: أَنا أقطع الْمُجبر بِمَسْأَلَة وَاحِدَة، أرفع يَدي بحذاء قَفاهُ وَأَقُول لَهُ: هَل أقدر على صفعك؟ فَإِن قَالَ: بلَى، فقد رَجَعَ عَن مذْهبه، وَإِن قَالَ: لَا، أعلمته اني قَادر على ذَلِك. قَالَ أَبُو العنبس: رَأَيْت رجلا يعرج، فَقلت لَهُ: مَالك؟ قَالَ: غَدا يُرِيد أَن يدْخل فِي رجْلي شوك. وَقَالَ: أَنا وَأخي توأمان، وَخرجت أَنا وَهُوَ من الصيمرة فِي يَوْم وَاحِد وَسَاعَة وَاحِدَة، وَدخلت أَنا وَهُوَ سر من رأى فِي وَقت وَاحِد، فولي هُوَ الْقَضَاء وصرت أَنا صفعانا، فَمَتَى يَصح أَمر النُّجُوم؟ . قَالَ أَبُو العنبس: سَمِعت حَمْدَوَيْه بنت الْخُرَاسَانِي فِي لَيْلَة كسوف وَهِي تبْكي، وتتضرّع وَتقول: يَا رب، عذّبني بِكُل شَيْء وَلَا تعذبني بالنَّار، اضربني بالفالج، ارمني بقاصمة الظّهْر، كل شَيْء وَلَا النَّار، أصرخ - وَالله - وأصيح إِن احترقت ثِيَابِي أبقى مُجَرّدَة {} . قَالَ: وَكَانَت مثل ياسمينة نقيّة أَو فضَّة مصفّاة إِلَّا أَنَّهَا كَانَت بلهاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>