للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَاب الثَّامِن عشر نَوَادِر لأَصْحَاب الْخطب وَالْأَذَان وَالصَّلَاة

جَازَ شيخ بِبَاب مَسْجِد، والمؤذن يُقيم الصَّلَاة، فَدخل يستغنم الْجَمَاعَة، فَلَمَّا نظر الْمُؤَذّن إِلَى شيهته ووقاره سَأَلَهُ أَن يتَقَدَّم وَيُصلي بهم، فَامْتنعَ، وَتقدم الْمُؤَذّن فصلى بهم، فَلَمَّا فرغ أقبل على الشَّيْخ وَقَالَ: مَا مَنعك أَن تصلي بِنَا وتكتسب أجرا مَعَ محلّك من السن؟ فَقَالَ: أَنا - وحقّك - إِذا كنت على غير طهر لَا أؤم بِالنَّاسِ. قيل لأعرابي: مَا قَرَأَ إمامكم البارحة؟ فَقَالَ: أوقع بَين مُوسَى وَهَارُون شرا وشمرّاً. قَرَأَ إِمَام فِي صلَاته " وَمن يكن الشَّيْطَان لَهُ قريناً فسَاء. . " وَركع. وَقَرَأَ آخر: " قل إِن كَانَ للرحمن ولد فَأَنا ... " وَركع. كَانَ بعض المغفلين يُؤذن فِي مَسْجِد، فَكَانَ إِذا فرغ من أَذَانه يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله، سُبْحَانَكَ، هَذَا بهتان عَظِيم. اسْتَأْجر أهل ضَيْعَة مُؤذنًا بِعشْرَة دَرَاهِم كل شهر، فاستزادهم فَقَالُوا: لَا نزيدك، وَلَكِن نسامحك حيّ على الْفَلاح. كَانَ ابْن مكرم يسْجد سجدتيّ السَّهْو قبل الصَّلَاة، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك، فَقَالَ: إِذا لم أَشك فِي أَنِّي أسهو فَلم لَا أقدّم سَجْدَتي السَّهْو؟ رأى أَبُو حنيفَة رجلا يُصَلِّي وَلَا يرْكَع، فَقَالَ: يَا هَذَا، لَا صَلَاة لَك بِغَيْر رُكُوع. فَقَالَ: إِنِّي رجل عَظِيم الْبَطن، فَإِذا ركعت ضرطت، فأيما خير: صَلَاة بِلَا رُكُوع، أَو رُكُوع بضراط.

<<  <  ج: ص:  >  >>